في تطور وبائي مقلق، أعلن الدكتور سيزار لوبيز كاماتشو، الباحث بجامعة أكسفورد، عن تسجيل الصين لأكبر موجة تفشٍ لفيروس شيكونغونيا، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة أكثر من 7 آلاف إصابة حتى الأربعاء الماضي، وتتركز معظم الإصابات في مدينة فوشان، ما يشير إلى ضعف المناعة المجتمعية ضد هذا الفيروس بين سكان المنطقة، مع بدء تسجيل حالات في دول مجاورة.
وفي هذا السياق، تقدم "بوابة صحة" دليلاً شاملاً يتضمن الأعراض السريرية المميزة لفيروس شيكونغونيا، والمضاعفات الصحية المحتملة، وطرق انتقال العدوى ووسائل الوقاية، وكيفية العلاج.
فيروس شيكونغونيا هو فيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغات أنواع معينة من البعوض، مثل بعوضة الزاعجة المصرية والبعوضة المنقطة.
لا ينتقل الفيروس بين البشر من خلال الاتصال الجسدي العادي، أو التقبيل أو تبادل اللعاب، أو المخالطة اليومية، لكن هناك احتمال ضعيف لانتقال العدوى عبر نقل الدم من شخص مصاب، وفي حالات نادرة خلال العمليات الجراحية، حسب Cleveland Clinic.
فيروس شيكونغونيا وطرق انتقاله
هناك بعض الأعراض التي تُشير إلى الإصابة بفيروس شيكونغونيا، والتي تشمل:
-آلام المفاصل (عرض شائع)
-تورم في المفاصل.
-حمى مفاجئة (من الأعراض الأكثر شيوعاً)
-صداع شديد.
-آلام شديدة في عضلات الجسم.
-تورم في المفاصل.
-الشعور بالتعب والإرهاق.
-الغثيان.
الصداع الشديد من أعراض الإصابة بفيروس شيكونغونيا
على الرغم من أن فيروس شيكونغونيا وحمى الضنك وزيكا تنتقل جميعها عن طريق لدغات بعوضة الزاعجة المصرية والزاعجة البيضاء، إلا أنها أمراض مختلفة تسببها فيروسات مميزة؛ فشيكونغونيا يسببه فيروس CHIKV، وحمى الضنك يسببها فيروس DENV، بينما زيكا ينتج عن فيروس ZIKV.
ورغم تشابه أعراضها الأولية مثل الحمى والصداع وآلام المفاصل والطفح الجلدي، إلا أن لكل منها خصائص مميزة؛ فشيكونغونيا يشتهر بآلام المفاصل الشديدة التي قد تستمر لشهور، بينما قد تسبب حمى الضنك نزيفاً في الحالات المتقدمة، ويرتبط زيكا بمضاعفات عصبية خطيرة مثل صغر الرأس عند الأجنة،
وبسبب هذا التشابه في الأعراض، يؤكد الأطباء على أهمية التشخيص المخبري الدقيق للتمييز بينها، خاصةً وأن العلاج في جميع الحالات يكون عرضياً ويركز على تخفيف الأعراض حيث لا يوجد علاج نوعي لأي من هذه الأمراض حتى الآن.
يعتبر فيروس شيكونغونيا من الأمراض التي قد تترك آثاراً صحية طويلة المدى تتجاوز مرحلة العدوى الحادة، وتختلف هذه المضاعفات في شدتها حسب عمر المصاب وحالته الصحية العامة.
من أكثر المضاعفات شيوعاً استمرار آلام المفاصل الشديدة، والتي قد تمتد لعدة أشهر أو سنوات بعد التعافي. وغالباً ما تؤثر هذه الآلام على مفاصل اليدين والقدمين والركبتين، ما قد يعيق الحركة ويؤثر سلباً على جودة الحياة اليومية للمريض.
تكون المضاعفات أكثر خطورة لدى فئتين رئيسيتين:
-الأطفال حديثي الولادة: حيث قد يعانون من تأخر في النمو ومشاكل عصبية مختلفة.
-كبار السن (فوق 65 عاماً): مع ارتفاع احتمالية تفاقم الأمراض المزمنة أو ظهور أمراض جديدة مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
على الرغم من أن فيروس شيكونغونيا لا يُعتبر من الأمراض الفتاكة في معظم الحالات، إلا أن احتمالية الوفاة تظل قائمة في ظروف معينة، فبحسب البيانات الطبية، نادراً ما يتسبب الفيروس مباشرة في وفاة المصابين، حيث تقل نسبة الوفيات عن 0.1% من إجمالي الحالات.
مخاطر الوفاة بفيروس شيكونغونيا
حتى الآن لا يوجد علاج محدد أو دواء مضاد للفيروسات خاص بشيكونغونيا، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض، حيث يتعافى معظم المرضى تماماً خلال أسبوع تقريباً من خلال الراحة الكافية، وتناول السوائل بوفرة، واستخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول.
لكن حوالي 20-30% من الحالات قد يعانون من استمرار آلام المفاصل لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد التعافي، وهنا ينصح بالعلاج الطبيعي، وتناول الأدوية المضادة للالتهاب، مع المتابعة الطبية المنتظمة.
ويجب تجنب الأسبرين بسبب خطر النزيف، كما يحتاج كبار السن والأطفال والأشخاص ذوو الأمراض المزمنة إلى رعاية طبية أكثر دقة. تبقى الوقاية من البعوض الناقل أهم وسيلة للحماية من هذا الفيروس