الوحدة ليست مجرد شعور عابر بالعزلة أو الرغبة في الانطواء، بل هي حالة نفسية عميقة قد تتحول إلى كابوس حقيقي، مع مرور الوقت، يمكن أن تتطور هذه المشاعر لتتحول إلى اضطرابات نفسية خطيرة، تبدأ بالاكتئاب وقد تصل إلى الميول الانتحارية في الحالات المتقدمة.
في هذا التقرير، تقدم "بوابة صحة" قائمة بالعلامات التحذيرية التي تشير إلى تحول الوحدة من مجرد شعور عابر إلى حالة مرضية تستدعي التدخل الطبي الفوري، هذه العلامات قد تكون إنذاراً مبكراً يسبق تطور الأمراض النفسية الخطيرة.
الوحدة ترفع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 50%
تراجع العادات الصحية من العلامات التي تُشير إلى الشعور بالوحدة، ويعني ذلك تغيير العادات أو النظام الذي كان يتبعه الشخص بشكل مفاجئ، مثل: تناول الطعام بشراهة، والتسوق بشكل مفرط، وتعاطي المخدرات أو الكحول، حسب موقع Everyday Health.
ويلجأ بعض الأشخاص إلى هذه السلوكيات كمحاولة لملء الفراغ الناتج عن الوحدة، حيث أوضح الباحثون في علم النفس أن الشعور بالوحدة قد يدفع البعض إلى الشراء المفرط أو الانخراط في عادات ضارة كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية، لذا يُنصح باستشارة معالج نفسي أو أخصائي رعاية صحية عند إذا ملاحظة تغير مفاجئ في عاداتك اليومية دون سبب واضح.
الإفراط في التفكير ليس مجرد تأمل عابر، بل قد يكون جرس إنذار ينبهك إلى إصابتك بالوحدة المزمنة؛ عندما تبدأ في ملاحظة أنك تفكر بشكل مفرط في كل صغيرة وكبيرة، وتجد نفسك عالقاً في دوامة من الأفكار السلبية المتكررة، فقد حان الوقت للانتباه.
أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة "سايكولوجي توداي" عام 2023 نتائج صادمة، حيث لاحظت أن الأشخاص الذين يعيشون وحيدين أو يشعرون بالوحدة تظهر لديهم مستويات مرتفعة جداً من التوتر، تصل في بعض الحالات إلى التفكير في إيذاء النفس أو حتى الانتحار، هذه ليست مجرد أفكار عابرة، بل إنها تتحول إلى هاجس يومي يصعب التخلص منه.
الإفراط في التفكير
وفي هذا الإطار، حذر الخبراء النفسيين من الإفراط في التفكير المصاحب للوحدة؛ حيث قد يقودك إلى اتخاذ قرارات متهورة وغير مدروسة، والدخول في نوبات قلق متكررة، وفقدان السيطرة على المشاعر والتصرفات، حسب موقع Ur.Life.
انخفاض الرغبة في الاختلاط أو تجنب المناسبات الاجتماعية قد يكون علامة على الوحدة المزمنة، مع الوقت، قد يتحول هذا الانسحاب إلى عزلة تامة، ما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، لذا إذا وجدت نفسك تتجنب التواصل مع الأصدقاء أو العائلة بشكل متكرر، فحاول تحديد سبب هذا الانسحاب واستشر متخصصاً إذا لزم الأمر.