مناعة القطيع أو ما يُعرف أيضاً بـ"المناعة المجتمعية"، تحدث عندما يكون عدد كافٍ من أفراد المجتمع محصّنين ضد مرض معين، مما يقلل من فرص انتقال العدوى إلى من لم يحصلوا على اللقاح، ووفقاً لـ"Centers for Disease Control and Prevention CDC" فإن انتشار اللقاحات ساعد على تقليص العديد من الأمراض المعدية الخطيرة مثل: الحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال.
وعندما تكون الأغلبية مُحصّنة، فإن احتمالية التعرّض لشخص مصاب تقل، مما يحمي الفئات الضعيفة مثل الرضّع أو الأشخاص الذين لا يستطيعون أخذ اللقاحات بسبب مشكلات صحية، كمرضى السرطان أو المصابين بضعف المناعة.
انتشار اللقاحات ساعد على تقليص العديد من الأمراض المعدية
في بعض الحالات يمكن تحقيق مناعة القطيع من خلال الإصابة بالعدوى، لكن هذا يتطلب إصابة أعداد كبيرة من الناس أولاً وهو ما قد يكون مميتاً، ولذلك تُعتبر اللقاحات الطريقة الأكثر أماناً وفاعلية لتحقيق المناعة المجتمعية دون تعريض الناس لمخاطر صحية.
مستوى المناعة المجتمعية جعل أمراضاً مثل الدفتيريا والحصبة والحصبة الألمانية والروتا فيروس والتهاب الكبد الوبائي (أ و ب) وشلل الأطفال نادرة الحدوث، على سبيل المثال قبل إدخال لقاح "Hib Haemophilus influenzae type b" عام 1985، كان هناك نحو 20 ألف إصابة سنوياً بين الأطفال دون سن الخامسة في الولايات المتحدة يُتوفى منهم نحو ألف طفل، وبعد اعتماد اللقاح انخفضت الإصابات بنسبة 99%.
بعض الأمراض لا تزال منتشرة عالمياً ويمكن أن تدخل البلاد عبر السفر أو الهجرة، وإصابة شخص واحد بمرض معدٍ كفيلة بنقل العدوى إلى غير المحصنين، كما أن مناعة القطيع لا تشمل كل الأمراض؛ فمثلاً التيتانوس لا يُعد مرضاً معدياً؛ لذا فإن اللقاح هو الوسيلة الوحيدة للحماية الفردية.
لماذا يجب أن يحصل الطفل على اللقاحات رغم وجود مناعة القطيع؟
وأدت مشاعر التردد تجاه اللقاحات في بعض المناطق إلى تزايد انتشار أمراض مثل الحصبة، وفي عام 2025 سُجّلت أكثر من 800 حالة إصابة بالحصبة في الولايات المتحدة، مقابل 16 فقط في عام 2024 وفقاً لـ"CDC".