تُعد اللقاحات الوسيلة الأهم لحماية الأطفال من أمراض خطيرة مثل الحصبة وشلل الأطفال والسعال الديكي، ولذلك وضعت (Centers for Disease Control and Prevention CDC) جدولاً دقيقاً للتطعيمات يهدف إلى حماية الطفل في الفترات التي يكون فيها أكثر عرضة للإصابة.
توضح الدكتورة فلورنثيا سيغورا، طبيبة الأطفال في مؤسسة أينشتاين الأمريكية وعضوة What to Expect Medical Review Board، أن الجدول الموصى به يشبه الدرع الذي يحمي الطفل في لحظات ضعفه وهو مبني على عقود من الأبحاث التي تحدد متى يكون الرضيع أكثر عرضة للأمراض الخطيرة.
الجدول الموصى به يشبه الدرع الذي يحمي الطفل في لحظات ضعفه
رغم أهمية الالتزام بالجدول يفكر بعض الآباء في تأجيل أو تغيير مواعيد التطعيم إما عن قصد أو بسبب ظروف طارئة مثل مرض الطفل، لكن الدراسات تشير إلى أن هذا التأجيل قد يعرّض الأطفال لخطر أكبر.
إحدى الدراسات وجدت أن الأطفال الذين أجّل آباؤهم لقاحاتهم عمداً كانوا أقل احتمالاً لأن يكونوا محدثين بلقاحاتهم عند بلوغهم 19 شهراً ما يزيد من احتمالات إصابتهم بالأمراض المعدية.
كما أن الأمراض التي تقي منها اللقاحات مثل الحصبة والدفتيريا ما زالت تظهر في بعض المناطق، وقد تنتشر من جديد بسبب شخص غير ملقّح مما يجعل الالتزام بالتطعيم ضرورة مجتمعية إلى جانب كونه حماية فردية.
في حال تأخر الطفل عن موعد لقاحاته تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم القلق فتأخير التطعيم لا يعني أن الوقت فات بل يمكن استكمال الجدول.
يوجد بالفعل جدول تطعيمات بديل أو “Catch-up Schedule” صادر عن CDC لمساعدة الأطباء على تحديد التوقيت الأمثل للجرعات التعويضية، ويأخذ هذا الجدول في الاعتبار عمر الطفل ونوع اللقاحات التي فاتته واستجابة جهازه المناعي.
إذا تأخر الطفل عن موعد لقاحاته يمكن استكمال الجدول وأخذ جرعات تعويضية
يعتقد بعض الآباء أن إعطاء عدة لقاحات دفعة واحدة قد يُربك جهاز المناعة لكن العلم ينفي ذلك تماماً، حيث إن كل لقاح يُدرّب جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة ضد جرثومة معينة ما يعزز قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه لاحقاً.
ومقارنة بما يتعرض له الطفل يومياً من فيروسات وجراثيم من البيئة المحيطة، فإن الجرعات التي يتلقاها عبر اللقاحات لا تمثل عبئاً حقيقياً على جهازه المناعي.
الالتزام بجميع زيارات الطفل الدورية وضمان حصوله على التطعيمات في موعدها يحميه من أمراض قد تكون مهددة للحياة، وفي حال وجود أي تأخير فإن التواصل المباشر مع طبيب الأطفال يضمن تعويض ما فات وفقاً للجدول الرسمي المعتمد من CDC.