تُعزى الكثير من الأعراض الجسدية مثل آلام العضلات واضطرابات المعدة وضيق الصدر والآلام المزمنة في الظهر إلى مشكلات عضوية يمكن التعامل معها عبر الأدوية أو العلاج الطبيعي أو حتى الجراحة، لكن في بعض الحالات قد لا تظهر الفحوصات الطبية سبباً واضحاً لهذه الأعراض ما يفتح الباب أمام تفسيرات نفسية محتملة.أسباب الأعراض الجسدية
يرى عدد من المتخصصين أن الصدمات النفسية غير المعالجة قد تترسخ في الجسد وتُترجم إلى آلام لا تستجيب للعلاجات التقليدية وهو ما بات يُعرف اليوم بعلاقة "العقل والجسد".
تشير دراسات حديثة صادرة عن "National institute of health" إلى أن الجهاز العصبي عند التعرض لصدمات نفسية قد يدخل في حالة تأهب مزمن تؤدي إلى إفراز مستمر لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وهذا الوضع قد يتسبب في التهابات داخلية مزمنة وزيادة مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض، من بينها:
ارتفاع ضغط الدم
اضطرابات الجهاز المناعي والمناعة الذاتية
مشكلات الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي
الإرهاق المزمن
أمراض القلب والسكتات الدماغية
كما أظهرت بعض الأبحاث أن استمرار ارتفاع مستويات الكورتيزول قد يؤثر على التوازن الهرموني في الجسم ما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية وحتى العقم.
وتربط دراسات أخرى بين الصدمات النفسية وعدد من الأعراض الجسدية مثل آلام الورك والصداع النصفي ومتلازمة الإرهاق الكظري واضطرابات الأكل ومشكلات الحوض والأمراض الجلدية وأمراض المناعة الذاتية مثل داء كرون والتهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية.
عندما تفشل الفحوصات في تفسير شدة الأعراض ولا تستجيب هذه الأخيرة للعلاجات الطبية التقليدية قد يكون السبب جذوره نفسية، على سبيل المثال أظهرت بعض الدراسات أن نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لا تعكس دوماً مقدار الألم الذي يشعر به المريض ما يشير إلى احتمال تدخل عوامل نفسية وعصبية.
يؤكد الخبراء أن التعافي من آثار الصدمات النفسية يتطلب التدرج والرفق بالنفس، وتُعد الكتابة التعبيرية أحد الأساليب المفيدة في هذا السياق إذ تساعد على تحرير المشاعر المكبوتة.العلاج النفسي
العلاج النفسي، وخاصة القائم على تقنيات مثل Somatic Experiencing، أو Internal Family Systems Therapy، بالإضافة إلى علاج إزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين EMDR يحظى بدعم علمي متزايد.
أما الراغبون في العمل الذاتي فيمكنهم الاستفادة من تطبيقات أو برامج بودكاست وكذلك عدد من الكتب المتخصصة في هذا المجال.