تُعد بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) من الأمراض النسائية الشائعة التي تؤثر على ملايين النساء حول العالم، ولكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه الحالة لا تقتصر تأثيراتها على الجانب الجسدي فقط بل تمتد إلى الصحة النفسية أيضاً. بطانة الرحم المهاجرة
تشير دراسة نشرت في مجلة Human Reproduction إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة يعانين من ألم مزمن في الحوض خاصة أثناء الدورة الشهرية أو الجماع، هذا الألم المستمر يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب، ووفقاً للدراسة فإن حوالي 40% من النساء المصابات يعانين من أعراض اكتئابية بسبب شدة الألم وتأثيره على حياتهم اليومية.
بطانة الرحم المهاجرة لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية بل تؤدي أيضاً إلى تدهور جودة الحياة، ووفقاً لبحث نشر في مجلة Journal of Psychosomatic Research فإن الأعراض مثل التعب الشديد واضطرابات الجهاز الهضمي وصعوبة الحمل قد تؤدي إلى شعور النساء بالإحباط والعزلة الاجتماعية، وتزيد هذه التحديات اليومية من الضغوط النفسية وتؤثر سلباً على الحالة المزاجية.
بطانة الرحم المهاجرة تؤثر على العلاقات الزوجية والاجتماعية بحسب دراسة في مجلة Fertility and Sterility، إذ إن الألم أثناء الجماع يمكن أن يؤدي إلى توتر في العلاقة الزوجية مما يزيد من الشعور بالعزلة والاكتئاب، بالإضافة إلى ذلك قد تواجه النساء صعوبات في التواصل مع الأصدقاء والعائلة بسبب الأعراض المزعجة.
تلعب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية دوراً كبيراً في التأثير على الحالة المزاجية، ووفقاً لبحث نشر في مجلة Obstetrics & Gynecology فإن التقلبات الهرمونية قد تزيد من حدة الأعراض النفسية مثل القلق والتوتر لدى النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة.يجب العناية بـ الصحة النفسية
• الدعم النفسي: الانضمام إلى مجموعات دعم أو التحدث مع معالج نفسي قد يساعد في تقليل الشعور بالوحدة والتوتر.
• ممارسة الرياضة والاسترخاء: تمارين مثل اليوجا والتأمل تساهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف الألم.
• إدارة الألم بشكل فعال: استشارة الطبيب حول الأدوية أو العلاجات البديلة يمكن أن يقلل من التأثير النفسي للألم المستمر.
وفي الختام فإن العناية بـ الصحة النفسية لا تقل أهمية عن العلاج الجسدي؛ لذا يُنصح بالتعامل مع الجوانب العاطفية للحالة بنفس الجدية لضمان جودة حياة أفضل.