هل جراحة استئصال الأعصاب الكلوية تغني عن أدوية ضغط الدم؟

استئصال الأعصاب الكلوية أو ما يعرف بـ(Renal Denervation RDN) هو إجراء جراحي بسيط يهدف إلى خفض ضغط الدم عبر تعطيل بعض الأعصاب المحيطة بالشريان الكلوي، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في أواخر عام 2023 على جهازين لتنفيذ هذا الإجراء، وهما Symplicity Spyral من شركة Medtronic، وParadise من شركة ReCor Medical.

ورغم أن التقنية ليست جديدة، إذ نُشرت أول دراسة إثبات مفهوم لها عام 2009، إلا أن استخدامها ظل محدوداً حتى وقت قريب، خصوصاً في حالات الرجفان الأذيني أو آلام أمراض الكلى الوراثية مثل Autosomal Dominant Polycystic Kidney Disease.

من يستفيد من هذا الإجراء؟

الإجراء يُستخدم حالياً كعلاج مساعد وليس بديلاً لأدوية ضغط الدم، ويبدو أنه أكثر فاعلية مع المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم، أي من لا يستطيعون السيطرة على ضغطهم المرتفع رغم تناول 3 أدوية على الأقل، بينها مدرّ للبول أو من يحتاجون لـ4 أدوية لتحقيق التوازن.

ارتفاع ضغط الدم المقاومالإجراء أكثر فعالية لمن يعانون ارتفاع ضغط الدم المقاوم

قد يكون مفيداً أيضاً للمرضى الذين لا يتحملون الأدوية أو يواجهون صعوبة في الالتزام بالعلاج المنتظم، وتشير أبحاث أولية إلى إمكانية استخدامه مع مرضى ارتفاع ضغط الدم المانع للعلاج (Refractory Hypertension)، لكن النتائج ما زالت محدودة.

مدى فاعليته ومخاوف الأطباء

تشير بعض الدراسات إلى أن استئصال الأعصاب الكلوية يمكن أن يخفض ضغط الدم بمعدل 8 إلى 15 نقطة لكن حوالي ثلث المرضى لا يستفيدون منه، وتقول الدكتورة ناعومي فيشر؛ أستاذة الطب بجامعة هارفارد ومديرة خدمات ارتفاع ضغط الدم بمستشفى Brigham and Women’s Hospital، إن التحدي الأكبر يكمن في عدم القدرة على التنبؤ بمن سيستجيب للإجراء.

وتضيف: "ورغم أن الإجراء قد يسمح لبعض المرضى بتقليل جرعات أدويتهم، إلا أنه لا يُتوقع أن يغنيهم تماماً عن الأدوية أو تغييرات نمط الحياة، حيث إن العديد من المرضى يفضلون إجراءً واحداً بدلاً من إضافة حبوب دوائية جديدة حسب نتائج دراسات متعددة".

مخاطر الإجراء

الإجراء يتم عن طريق إدخال قسطرة عبر شريان الفخذ وتوجيهها نحو الأعصاب الكلوية لتطبيق نبضات من الطاقة إما عبر موجات الراديو في Symplicity Spyral أو الموجات فوق الصوتية في Paradise، لكن رغم كونه غير جراحي بالكامل إلا أن له مخاطر تشمل النزيف والكدمات وتلف الأوعية الدموية.

مخاطر استئصال الأعصاب الكلوية استئصال الأعصاب الكلوية قد يسبب بعض المخاطر كالنزيف والكدمات

تحفظات الباحثين والمستقبل المجهول

يرى الدكتور أجاي كيرتاني من جامعة كولومبيا، أن هناك الكثير من الأمل في هذه التقنية لكنه يقرّ بضرورة توفر بيانات طويلة المدى عن فاعليتها وأمانها خصوصاً فيما يتعلق بأحداث القلب والسكتات.

ووفقاً لمقال طبي نُشر بمجلة Trends in Cardiovascular Medicine، فإن التشخيص الخاطئ لارتفاع ضغط الدم المقاوم منتشر وقد يشمل ما بين 50-75% من المرضى، والأدوية مثل (Mineralocorticoid Receptor Antagonists MRAs) ما زالت الخيار الأقوى، مدعومة بأدلة علمية أقوى من تلك المتوفرة حول RDN.

كما أن العديد من الدراسات السابقة، حتى المحكّمة منها، أظهرت نتائج متواضعة عند استمرار استخدام الأدوية مع الإجراء؛ لذا فإن غياب التعمية الكافية في بعض الدراسات يضعف مصداقيتها.