اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.. هل يزيد خطر الإصابة بألزهايمر؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.. هل يزيد خطر الإصابة بألزهايمر؟
تشير الأبحاث إلى أن البالغين المصابين بـ اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) قد يكون لديهم خطر أعلى لتطوير مرض الخرف ولا يزال السبب في ذلك غير واضح، وتدعم دراسة جديدة هذه العلاقة وتقترح الآليات العصبية التي قد تكون وراء هذا الخطر المتزايد.
سبب إجراء الدراسة
أوضح البروفيسور بول جي. أونشولد، رئيس قسم الطب النفسي طب الشيخوخة في مستشفى جامعة جنيف في سويسرا والمشارك في الدراسة، أن الدراسات الوبائية الحديثة تشير إلى أن البالغين الذين يعانون من ADHD لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف في سن متقدم لكن الآلية التي يتسبب من خلالها ADHD في هذا الخطر غير معروفة.
البالغين الذين يعانون من ADHD لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف
نتائج الدراسة
نشرت الدراسة في Psychiatry and Clinical Neurosciences ووجدت أن البالغين المصابين بـADHD يعانون من مستويات مرتفعة من الحديد في مناطق الدماغ المرتبطة بالوظائف المعرفية، كما اكتشفوا وجود علامات حيوية في الدم تدل على تلف الأعصاب مماثلة لتلك التي تظهر عند الأشخاص المصابين بالخرف.
وتوفر هذه النتائج منظورًا مثيرًا للاهتمام حول التأثيرات العصبية طويلة الأمد لـADHD ولكن يجب التعامل مع الاستنتاجات الأوسع بحذر بسبب حجم العينة الصغيرة (32 مريضاً بـADHD)، ويحتاج الأمر إلى المزيد من الأبحاث الطولية لتأكيد ما إذا كان تراكم الحديد في الدماغ وتلف الألياف العصبية يزيد بشكل مباشر من خطر الخرف أو إذا كانت هناك عوامل أخرى (مثل أسلوب الحياة، والأدوية، والوراثة) تساهم في الأنماط التي تم ملاحظتها.
تراكم الحديد في الدماغ
يلعب الحديد دوراً أساسياً في عمل الدماغ، ولكن تراكمه الزائد قد يسبب تلفاً في الخلايا العصبية وخلايا المناعة في الدماغ مما يؤدي إلى أمراض التنكس العصبي مثل مرض ألزهايمر، وأظهرت الدراسات أن الحديد يتراكم في الدماغ مع تقدم العمر وأن ذلك قد يكون مرتبطاً بأداء معرفي أقل.
تراكم الحديد في الدماغ
في هذه الدراسة؛ قام الباحثون بتجنيد 32 بالغاً تم تشخيصهم سريرياً بـADHD (تتراوح أعمارهم بين 20 و58 عاماً بمتوسط عمر 35 عاماً) و29 شخصاً في نفس الفئة العمرية كعينة مقارنة (تتراوح أعمارهم بين 19 و59 عاماً، بمتوسط عمر 32 عاماً).
وخضع جميع المشاركين لفحص بالرنين المغناطيسي للدماغ (MRI) واختبارات نفسية معيارية وتقييم عوامل أسلوب الحياة مثل التدخين ومؤشر كتلة الجسم (BMI) التي قد تؤثر على صحة الأوعية الدموية في الدماغ مما قد يزيد من خطر الخرف.
قياس الحديد في الدماغ
لتقييم تراكم الحديد في الدماغ استخدم الباحثون تقنية الخرائط الطيفية الكمية (QSM) وهي شكل من أشكال التصوير التي يمكن أن تكشف عن مناطق مغناطيسية في الدماغ.
وأوضحت ماريسا سوبيليووسكي، أستاذة مساعد في الطب البيئي وعلوم الأعصاب في مركز جامعة روتشستر الطبي، أهمية هذه التقنية، قائلة: "الحديد مهم للغاية في تشكيل الأنسجة العصبية وهناك حاجة لمزيد من البحث لفهم كيف يمكن أن يؤثر تراكم الحديد على تلف الخلايا العصبية بما في ذلك البحث في شكل من أشكال موت الخلايا يسمى ferroptosis".
قياس الحديد في الدماغ
ارتفاع مستويات الحديد في الدماغ وADHD وألزهايمر
في المشاركين المصابين بـADHD تم اكتشاف مستويات عالية من الحديد في قشرة الدماغ الأمامية، وهي المنطقة المسؤولة عن التحكم في الحركات الطوعية، وفي المادة البيضاء الدماغية المسؤولة عن التواصل بين الخلايا العصبية لتمكين الوظائف المعرفية، وكذلك في العديد من الهياكل الأخرى في الدماغ.
كما أن المشاركين الذين يعانون من ADHD كان لديهم مستويات مرتفعة من NfL في بلازما الدم مما يشير إلى تلف الألياف العصبية، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص في المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر لديهم مستويات مرتفعة من NfL، وهي علامة حيوية على التغيرات التنكسية في الدماغ سواء في السائل الدماغي الشوكي أو في الدم.
ارتفاع مستويات الحديد في الدماغ وADHD وألزهايمر
الأعراض المتعلقة بـADHD
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) هو حالة يتم تشخيصها عادة في مرحلة الطفولة ولكن قد يستمر في مرحلة البلوغ أو يتم تشخيصه في البالغين.
وفي البالغين يتميز هذا الاضطراب ببعض أو جميع الأعراض التالية:
صعوبة في التركيز، والتشتت بسهولة، والانقطاع أثناء الحديث.
مشاكل في التنظيم، واتباع التعليمات، وإكمال المهام.
القلق وصعوبة الجلوس ساكناً.
النسيان.
التهيج أو العجلة بسهولة.
صعوبة في التعامل مع التوتر.
السلوك المندفع.
أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)
هل يمكن لتقليل الحديد مواجهة خطر الخرف؟
يشير المؤلفون إلى أنه قد يكون هناك ارتباط بين تراكم الحديد الزائد في الدماغ وقابلية الألياف العصبية للتلف في البالغين المصابين بـ ADHD وهذا قد يكون بفضل الإجهاد التأكسدي الذي قد يساهم في الارتباط بين ADHD والخرف.
وإذا استمرت التغيرات الدماغية المرتبطة بـADHD إلى مرحلة البلوغ فقد يزيد مزيج من الإجهاد التأكسدي والالتهاب وقابلية الألياف العصبية للتلف من قابلية الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر.
الدعوة للمزيد من الدراسات الطولية
يقر المؤلفون بأن دراستهم كانت محدودة خاصة وأنها دراسة عرضية ولا يمكنها اكتشاف التغيرات بمرور الوقت، ومع ذلك يقترحون أن نتائجهم قد تفتح المجال لتطوير استراتيجيات وقائية تستهدف تقليل خطر الخرف لدى الأشخاص المصابين بـADHD.
