لم تعد قضايا صورة الجسد مقتصرة على النساء أو المراهقين فحسب بل بات عدد متزايد من الرجال يعبر عن قلقه من مظهره العضلي وخصوصاً عندما لا يحقق التمارين الرياضية والنظام الغذائي النتائج المرجوة، في هذا السياق ظهرت جراحة زراعة العضلات كخيار تجميلي آخذ في الانتشار بين من يسعون لمظهر بدني قوي دون عناء الصالة الرياضية أو قيود النظام الغذائي الصارم.
وفقاً لـAmerican Society of Plastic Surgeons، خضع أكثر من 1.3 مليون رجل في الولايات المتحدة لإجراء تجميلي خلال العام الماضي وكان من أبرز الاتجاهات اللافتة الزيادة الكبيرة في عدد عمليات زرع عضلات الصدر وزيادة حجم عضلة الربلة (الساق الخلفية).
زيادة كبيرة في عدد عمليات زرع عضلات الصدر
في عام واحد فقط، خضع 983 رجلًا لزرع عضلات صدر بينما أُجريت 378 عملية زراعة عضلة ربلة بزيادة بلغت 59% عن عام 2016، أما الأرقام التي ذكرها الدكتور دوجلاس م. سندروف في حواره مع Men’s Health فتشير إلى زيادة مذهلة بنسبة 437% في طلب الرجال على زراعة العضلات ما بين عامي 2013 و2018.
زرعات عضلات الصدر تُصنع من مادة "إيلاستومر السيليكون" شبه الصلبة تختلف عن الزرعات الهلامية المستخدمة في تكبير الثدي وتتميز بأنها لا تتسرب وتشبه في ملمسها العضلة وهي في حالة راحة، تُزرع هذه العضلات من خلال شق تحت الإبط لتجنب الندبات الظاهرة.
أما زرعات عضلة الربلة، فهي مصنوعة من نفس نوع السيليكون وتُزرع من خلال طيات الجلد خلف الركبة، بينما يكتفي معظم الرجال بزرعة واحدة في كل ساق فإن بعض لاعبي كمال الأجسام يختارون زراعتين في الساق الواحدة لتعزيز المظهر العضلي.
يتم وضع الزرعات إما تحت العضلة مباشرة أو تحت بطانة العضلة وتستغرق فترة التعافي عدة أسابيع، يعاني خلالها المريض من ألم وكدمات ويضطر لتجنب أي نشاط بدني شاق، كما تتطلب جراحة عضلة الربلة استخدام العكازات لفترة من الوقت مع الحرص على الوقاية من العدوى أو تحرك الزرعة من مكانها.
رغم المظهر الجديد الذي تمنحه الزرعات، يؤكد الدكتور سندروف في مقابلة مع GQ أن الزرعات لا تعزز القوة العضلية بل تمنح مظهراً فقط، مضيفاً: "رغم احتمال الشعور بضعف مؤقت بسبب الألم والتعافي إلا أن القوة العضلية الفعلية لا تتغير بعد الجراحة".
الزرعة لا تمنحك قوة إضافية
بحسب الدكتور مارك دوبيريه من تورونتو، الذي يجري ما بين 25 و40 عملية زراعة عضلات صدر و50 إلى 75 عملية زرع عضلة ربلة سنوياً، فإن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في انتشار هذا الاتجاه، موضحاً أن الأرقام بدأت في الارتفاع مع انتشار الإنترنت لكنها تصاعدت بسرعة هائلة مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي قبل حوالي 5 سنوات.