علاج آلام الظهر المزمنة.. ما الأدوية التي أثبتت فاعليتها؟

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "BMJ Evidence-Based Medicine" أن 1 من كل 10 علاجات غير جراحية شائعة لآلام أسفل الظهر يحقق نتائج فعالة، وشملت الدراسة تحليل 301 تجربة سريرية لتقييم مدى نجاح 56 علاجاً أو مزيجاً من العلاجات.

يقول أيدان كاشين، أحد مؤلفي الدراسة: "لقد كان من المفاجئ أن نرى عدداً قليلاً فقط من العلاجات كانت فعالة وحتى عند نجاحها كانت الفوائد محدودة".

العلاجات الفعالة وغير الفعالة

أثبتت الدراسة أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين يمكن أن تساعد في تخفيف آلام الظهر الحادة أما في حالات الألم المزمن الذي يستمر لأكثر من 12 أسبوعاً فقد كانت العلاجات الأكثر فاعلية تشمل التمارين الرياضية والعلاج اليدوي للعمود الفقري واللاصقات العلاجية وأدوية مضادات الاكتئاب ولاصقات الكابسيسين، ومع ذلك لم تؤدِ أي من هذه العلاجات إلى انخفاض كبير في الألم، حيث تراوحت الفائدة بين 4 إلى 8 نقاط على مقياس من 100 نقطة.

مضادات حيوية تؤثر على الأداء الجنسي للرجالالعلاجات الفعالة في تخفيف آلام الظهر 

في المقابل لم تثبت تمارين العلاج الطبيعي وحقن الكورتيزون والباراسيتامول والمضادات الحيوية أي فائدة ملحوظة في تخفيف آلام الظهر، بينما لم تكن الأدلة كافية لتأكيد فعالية بعض العلاجات الأخرى.

لماذا يستمر الألم رغم العلاجات؟

آلام الظهر هي السبب الأول للإعاقة عالمياً، حيث تؤثر على 619 مليون شخص ويعود استمرار الألم إلى تعدد العوامل المسببة له، والتي قد تكون غير واضحة في كثير من الحالات، وبالتالي فإن الدواء الذي لا يعالج السبب الجذري للألم من المحتمل ألا يكون فعالاً.

وتصنف آلام الظهر إلى نوعين رئيسيين: الآلام المحددة التي تنتج عن أسباب واضحة مثل كسور العمود الفقري أو ضيق القناة الشوكية، والآلام غير المحددة التي تمثل 85% إلى 95% من الحالات حيث لا يمكن تحديد سبب دقيق لها.

آلام الظهر والعمود الفقريآلام الظهر هي السبب الأول للإعاقة عالمياً

خيارات علاجية لمن يعانون من آلام مستمرة

بالنسبة لمن يعانون من آلام الظهر غير المحددة ينصح "كاشين" ببدء العلاج بجرعة قصيرة من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومراجعة الطبيب لمتابعة تطور الحالة بالإضافة إلى وضع خطة للعودة التدريجية للحركة والأنشطة اليومية، ومع ذلك ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول مضادات الالتهاب خصوصاً لمن لديهم تاريخ من نزيف الجهاز الهضمي أو أمراض القلب.

أما في الحالات التي يستمر فيها الألم لأسابيع أو أشهر فقد يكون السبب مرتبطاً بمشاكل أخرى مثل خلل مفاصل العجز الحرقفي والذي يمكن تصحيحه عبر تمارين متخصصة، وفقاً لـ هيلين برتراند، المحاضرة السريرية في جامعة كولومبيا البريطانية.

متى نلجأ إلى العلاجات التدخلية؟

إذا لم تحقق العلاجات التقليدية تحسناً ملحوظاً فقد تكون العلاجات التدخلية ضرورية، وتشمل هذه الخيارات:

الاستئصال بالترددات الراديوية (Radiofrequency Ablation) لتعطيل الأعصاب المسؤولة عن الألم.

زرع محفز الحبل الشوكي (Spinal Cord Stimulator Implant) لتعديل الإشارات العصبية وتقليل الإحساس بالألم.

الجراحة لمعالجة المشاكل التشريحية في العمود الفقري.

وتوضح الدراسات أن العلاجات التقليدية لا تقدم نتائج طويلة الأمد حيث لا يستجيب سوى 9% فقط من المرضى بشكل جيد، وفقاً لتيموثي دير، الأستاذ الإكلينيكي في التخدير بجامعة وست فرجينيا.

آلام الظهر والعمود الفقري العلاجات التقليدية لا تقدم نتائج طويلة الأمد 

تخصيص العلاج وفقاً للحالة

قد يكون النهج العلاجي الأكثر فاعلية هو الذي يُخصص لكل مريض بناءً على حالته الفردية ويمكن أن توفر فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) نظرة أكثر دقة على المشاكل الكامنة في العمود الفقري، وبعض الحالات قد تتطلب مزيجاً من العلاجات مثل العلاج الطبيعي والدعم النفسي إلى جانب التدخلات الطبية.