رصدت دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية التمريض في جامعة نيويورك والتي نُشرت في مجلة PLOS ONE وجود علاقة بين مرض السكري المبكر والإصابة بالخرف، حيث أظهرت أن البالغين الذين يُشخّصون بمرض السكري من النوع الثاني قبل سن الـ50 خاصةً إذا كانوا يعانون من السمنة، أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنةً بمن يُشخّصون في وقت لاحق من حياتهم.مرض السكري يعد من عوامل الخطر للإصابة بـ الخرف
على الرغم من أن مرض السكري من النوع الثاني يُشخّص عادةً لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في عدد البالغين الأصغر سناً الذين يعانون من هذه الحالة، حيث تشير الدراسات السابقة إلى أن مرض السكري يعد من عوامل الخطر للإصابة بـ الخرف، لكن دراسة جامعة نيويورك أكدت علمياً أن الأشخاص الذين يُشخّصون بالسكري قبل سن الـ50 لديهم خطر أكبر للإصابة بالخرف مقارنة بمن يتم تشخيصهم في مرحلة لاحقة من العمر.
أجرى الباحثون تحليلاً لبيانات حوالي 1,200 بالغ أمريكي تتراوح أعمارهم بين 50 عاماً وأكثر من دراسة الصحة والتقاعد التي أجراها معهد جامعة ميتشيغان للبحوث الاجتماعية، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات بناءً على العمر الذي تم تشخيص السكري لديهم فيه خلال الدراسة التي استمرت 10 سنوات أصيب حوالي 18% من المشاركين بالخرف.
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسكري من النوع الثاني قبل سن 50 كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار 1.9 مرة مقارنة بمن تم تشخيصهم بعد سن الـ 70، كما أظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بالخرف يزداد لدى الأشخاص الذين تم تشخيصهم بين سن 50-59 عاماً (1.72 مرة) و60-69 عاماً (1.7 مرة).
أظهرت الدراسة أيضًا أن السمنة تلعب دوراً محورياً في تعزيز هذا الرابط بين السكري المبكر والخرف، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة وكانوا قد شُخصوا بالسكري قبل سن الـ50 كانوا الأكثر عرضة للإصابة بالخرف، حيث كان خطر إصابتهم أعلى بـ3 مرات مقارنةً بالأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسكري بعد سن 50 ولم يعانوا من السمنة.يجب أن نكون يقظين بشأن صحة الدماغ لدى مرضى السكري
يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تحمل دلالات سريرية هامة حيث يمكن أن تساهم في الوقاية من الخرف لدى مرضى السكري الأصغر سناً خصوصاً أولئك الذين يعانون من السمنة، حيث تقول الدكتورة ميغان غارسيا-ويب من جامعة نيويورك: "إنه يجب أن نكون يقظين بشكل خاص بشأن صحة الدماغ لدى مرضى السكري الذين تم تشخيصهم في سن مبكرة".
عقب هذه الدراسة، أشار أستاذ طب الأعصاب في مركز صحة سانت جون في كاليفورنيا، الدكتور كليفورد سيغيل، إلى ضرورة إجراء فحوصات إضافية مثل الرنين المغناطيسي (MRI) لدماغ المشاركين وتحليل تدهور القدرات المعرفية، حيث قد يتسبب السكري المبكر في تدهور معرفي إضافي بجانب المشاكل الصحية المتعلقة بالخرف الوعائي