تشير الأبحاث إلى أن هناك أنواع من العدوى قد تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بـ الخرف مما يثير القلق بشأن العلاقة بين العدوى والتدهور المعرفي مع تقدم العمر.
العدوى تزيد خطر الإصابة بالخرف نتائج بحثية
ونُشرت دراسة في مجلة "Nature Aging"، حيث حلل الباحثون بيانات من 982 مشاركاً في دراسة "بالتيمور الطولية للشيخوخة"، ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تعرضوا لـ6 أنواع من العدوى قد شهدوا فقداناً أكبر في حجم الدماغ مقارنةً بمن لم يصابوا بهذه الأنواع من العدوى والتي شملت الإنفلونزا، وفيروسات الهربس، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وعدوى الجلد، وبعض الفيروسات الأخرى، وقد ارتبطت الإصابة بعدوى الإنفلونزا والهربس بفقدان حجم الدماغ في الفص الصدغي، الذي يعد جزءاً مهماً للذاكرة.
كما تم تحليل بيانات من حوالي 500,000 شخص في "UK Biobank" وأكثر من 270,000 شخص في فنلندا، حيث وجدت الدراسة علاقة بين تاريخ العدوى وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وكان الرابط أقوى في حالة الخرف الوعائي الذي يحدث بسبب تقييد تدفق الدم إلى الدماغ.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن الأفراد الذين لديهم تاريخ من العدوى أظهروا تغييرات في 260 بروتيناً مرتبطاً بالمناعة مع ارتباط 35 منها بتغيرات في حجم الدماغ، وذكر الباحثون أن نتائجهم تدعم دور العدوى في زيادة خطر الخرف وتساعد في تحديد الآليات الجزيئية التي قد تساهم العدوى من خلالها في التدهور العصبي.
تعد العدوى الشديدة من العوامل الرئيسية التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الخرف ويمكن أن تؤدي إلى دخول المستشفى لفترات طويلة وتسبب الإنتان والهذيان مما يساهم في التدهور المعرفي، كما قد تحفز العدوى استجابة مناعية التهابية تؤثر سلباً على صحة الدماغ.
لا يزال غير واضح ما إذا كانت اللقاحات قد تقي من الخرف بشكل مباشر، ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن تلقي اللقاحات مثل الإنفلونزا والحزام الناري قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف، كما يرى الباحثون أن اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات يمكن أن تحمي من العدوى الشديدة وتقلل الأثر السلبي لها على الدماغ.
تلقي اللقاحات اللازمة يقلل من خطر الإصابة بالخرف
في دراسة أخرى نشرت في "JAMA" عام 2023، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب عدوى كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف 1.7 مرة مقارنة بمن لم يعانوا من عدوى شديدة.
العدوى الشديدة قد تتسبب في آثار جانبية لخلايا الدماغ، مما يبرز أهمية تلقي اللقاحات الموصى بها للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من الخرف.