كشفت دراسة جديدة -نُشرت في Cell Metabolism- أن البكتيريا المعوية قد تلعب دوراً مهماً في تحديد كيفية استجابة الجسم للإجهاد، حيث توصلت الدراسة التي أجريت على الفئران إلى أن ميكروبات الأمعاء تؤثر على الإيقاع اليومي للجسم وكيفية تعامله مع الضغوط.
البكتيريا المعوية قد تلعب دوراً مهماً في تحديد استجابة الجسم للإجهاد
يعمل الجسم وفقاً لنظام يسمى الإيقاع اليومي الذي ينظم العديد من وظائفه الحيوية مثل النوم والاستيقاظ، وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن استجابة الجسم للإجهاد وهي عملية تكيفية تجاه الخطر تؤثر أيضاً على هذا الإيقاع، تركز الدراسة الحالية على دور محور ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الكظرية (HPA) في نقل المعلومات بين البكتيريا المعوية واستجابة الجسم للإجهاد.
استخدم الباحثون فئراناً خالية من الجراثيم وفئراناً تقليدية لدراسة تأثير البكتيريا المعوية على استجابة الجسم للإجهاد، أظهرت النتائج أن ميكروبات الأمعاء تتغير طوال اليوم وأن تقليل هذه الميكروبات باستخدام المضادات الحيوية يؤثر في مستويات الكورتيكوسيرون (هرمون مشابه للكورتيزول) في البلازما، ما يؤثر بدوره على استجابة الجسم للإجهاد.
المضادات الحيوية تؤثر على ميكروبات الأمعاء
كانت إحدى النقاط المثيرة في الدراسة هي تأثير وقت اليوم على استجابة الفئران للإجهاد بعد تقليل ميكروبات الأمعاء، وجد الباحثون أنه في بعض الأوقات من اليوم، لم تُظهر الفئران المعدلة أي زيادة في الكورتيكوسيرون في حين أظهرت الفئران التي تحتوي على ميكروبات طبيعية زيادة في هذا الهرمون بعد التعرض للإجهاد، كما تغيرت تفاعلات الفئران الاجتماعية بعد الإجهاد بناءً على وقت اليوم مما يبرز العلاقة بين التوقيت والميكروبات المعوية.
رغم أن هذه الدراسة أجريت على الفئران، يبقى السؤال قائماً حول مدى انطباق هذه النتائج على البشر، أشار الباحثون إلى أن البحث على البشر قد يساعد على تأكيد هذه النتائج لا سيما في الأشخاص الذين يتبعون أنماطاً غذائية وحياتية متنوعة.
أشاد مارك جي. تيتل، رئيس قسم علوم الأعصاب في كلية ويلسلي، بالدراسة، قائلاً إنها تقدم أدلة مثيرة حول تأثير الميكروبات المعوية في تنظيم كل من استجابة الجسم للإجهاد والإيقاع اليومي عبر محور الأمعاء-الدماغ.
كما أشار إيميران ماير، مدير مركز UCLA لعلم الأعصاب المرتبط بالإجهاد، إلى أن هذه النتائج قد تشير إلى علاقة سببية محتملة بين تغيرات الميكروبات المعوية واستجابة الجسم للإجهاد.
تُبرز هذه الدراسة أهمية البكتيريا المعوية في تنظيم التوتر والإيقاع اليومي، ما يفتح المجال لفهم أعمق لتأثيرها على الصحة العقلية، وقد يكون لتطبيق هذه النتائج على البشر آثار كبيرة في علاج الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.