يوجد مصطلح شائع يُطلق عليه "إنفلونزا الرجال" يشير إلى ظهور أعراض مبالغ فيها لدى الرجال أثناء الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي.
وأشارت أبحاث إلى أن أجهزة المناعة لدى النساء تستجيب لالتهاب الجيوب الأنفية بشكل مختلف، ما يؤدي إلى أعراض أخف لديهن مقارنة بالرجال رغم أن دراسة أخرى أظهرت أن النساء المصابات بالإنفلونزا يعانين من أعراض أكثر حدة من الرجال.
اختلاف أعراض البرد بين الجنسين ليست على أساس بيولوجي
ولا توجد أدلة حاسمة حتى الآن على أن "إنفلونزا الرجال" لها أساس بيولوجي متعلق بتكوين الجسم، كما أن دراسة أجريت عام 2022 جادل المؤلفون فيها على أنه لا ينبغي أن يكون الاختلاف في أعراض البرد والإنفلونزا يُعزى إلى اختلاف الجنسين.
واعتبر خبراء أن بعض العوامل الاجتماعية والنفسية تلعب دوراً في معاناة الرجال من ظهور أعراض أكثر حدة للبرد والإنفلونزا.
قال ألفريد إف تاليا، الحاصل على ماجستير في الصحة العامة، إن العوامل التي تؤدي لاختلاف أعراض الإنفلونزا والبرد بين الرجال والنساء لا ترتبط بتكوين أجهزة مناعة كل منهما.
وأشار "ألفريد" لموقع "Verywell Health" إلى أن الأعراض تتأثر بالحالة الصحية العامة للشخص وظروف أخرى قد يكون لها دوراً في تفاقهما أو انخفاض حدتها.
العوامل الاجتماعية والنفسية سبب ضعف الرجال أثناء الإصابة
رغم أنه لا يوجد دليل واضح على أن الرجال يعانون من أعراض البرد والإنفلونزا بشكل مختلف، إلا أن العوامل الاجتماعية والنفسية قد تفسر سبب ضعف بعض الرجال أثناء الإصابة، حيث قالت باتريس لو جوي، أخصائية نفسية، إن النساء تربين بشكل مختلف عن الرجال فإنهن أكثر رعاية للآخرين من أنفسهن، ولا يحصل أغلبهن على إجازة عند المرض، أما الرجال يتقمصن دور المرضى ولا يستطعن رعاية أنفسهم.
ومن ناحية أخرى، أوضح جاستن بودر، طبيب نفسي، أنه يتم تربية الرجال على أن شكوتهم الوحيدة تكون جسدية فقط، فعندما يمرضون يُظهرون ذلك ويطلبون الاهتمام وقد تكون أعراض مرضهم بسيطة لكنهم يبالغون في وصفها، وفي نفس الوقت لم يعتادوا على التعبير عن اضطراباتهم العاطفية فيكون المرض مختلط بالتوتر ويزداد حدته.