تجاهل نظافة أسنانك لا يُسبِّب رائحة كريهة فحسب، بل له تأثير خفي على صحة رئتيك؛ حيث يوجد ممر يربط بين الفم والرئة. وبهذا يكون الفم نقطة دخول الطعام والماء وكذلك الهواء، ويتجه كل ما يدخله إما إلى الرئتين عبر القصبة الهوائية وإما المعدة عبر أنبوب الطعام "المريء".
ربطت دراسة نُشرت عام 2020 بمجلة "Scientific Reports" بين صحة الفم والإصابة بالالتهاب الرئوي لدى مجموعة من السكان الكوريين؛ حيث تم تحليل بيانات 122 ألفاً و251 مشاركاً خضعوا للفحص الصحي وفحص الفم في عام 2004؛ حيث استخدم الباحثون قاعدة بيانات "NHIS".
كشفت النتائج عن زيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي في المجموعات التي تعاني من تسوس الأسنان، كما أن المجموعات التي حرصت على التنظيف المتكرر للأسنان وتحسَّنت صحة الفم لديهم، انخفض خطر إصابتهم بالالتهاب الرئوي.
وفق ما ذكره موقع "Boldsky.com"، فإن صحة الفم المهملة تؤدي إلى التهاب الرئة؛ فـ"بلاك الأسنان" الذي يتكون بسبب بقايا الطعام أو الجراثيم، يمكنه أن يؤوي ميكروبات تنتقل من الفم إلى الرئتين تغذيها الالتهابات الناجمة عن أمراض اللثة ثم تسبب في مشاكل الجهاز التنفسي.
كما أن الذين يعانون من ضعف صحة الفم، مثل انخفاض اللعاب أو ضعف البلع، تزيد عدوى الرئة لديهم، كما أن المرضى في وحدات العناية المركزة الموضوعين على أجهزة التنفس الصناعي يعانون المشكلة نفسها بسبب عدم قدرتهم على إزالة الإفرازات الفموية.
وبناءً على ذلك، لفت تحليل شمولي ضم 10 دراسات ضمت 1233 مريضاً إلى أن استخدام الكلورهيكسيدين المنظف للفم لمرضى العناية المركزة على أجهزة التنفس الصناعي، قلَّل من معدلات الالتهاب الرئوي وتوفير الحماية ضد التهابات الجهاز التنفسي، بحسب مجلة "Medicina Intensiva".
يمكن أن يمنع تدهور صحة الفم في سن الشيخوخة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذا ما أوضحته دراسة أجريت على مشاركين من المملكة المتحدة.
بدأت الدراسة بين عامي 1978-1980؛ حيث شارك فيها 7735 رجلاً بريطانياً تتراوح أعمارهم بين 40-59 عاماً من 24 مدينة، وتمت مراقبتهم منذ ذلك الوقت لمدة 30 عاماً.
بين عامي 2010-2012، استُبعِد 3137 مشاركاً ظلوا على قيد الحياة، وأكمل الاستبيان 2147 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 71 و92 عاماً، وحضروا 1722 فحصاً للصحة البدنية والفم، وأخذ الباحثون منهم عينات دم.
كما خضع المشاركون لإعادة فحص حتى يونيو 2019، بجانب جمع أسباب الوفاة من خلال السجل المركزي للخدمات الصحية الوطنية. وفي النهاية، كشفت النتائج عن وجود رابط بين أمراض اللثة وزيادة معدل الوفيات بسبب الأمراض القلبية الوعائية؛ وذلك وفق ما ذكرته مجلة "Scientific Reports".
اكتشف الخبراء أنه عندما تنزف اللثة وتلتهب، فإن ذلك يؤدي إلى تغيرات في كيفية تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ؛ حيث قال بن أتكينز، وهو طبيب أسنان في مانشستر، لموقع مؤسسة صحة الفم بالمملكة المتحدة: "إن البكتيريا المسؤولة عن الإصابة بأمراض اللثة تنتقل إلى مجرى الدم؛ ما يؤدي إلى التهاب في الأوعية الدموية، ويجعلك أكثر عرضةً للسكتات الدماغية".
المصابون بالسكري أكثر عرضةً للإصابة بأمراض اللثة، كما يرى نايجل كارتر المدير التنفيذي لمؤسسة صحة الفم، أنه لا بد من الكشف عن وجود مشكلات في اللثة لمرضى السكري؛ لأن ذلك يؤدي إلى ضعف التحكم في نسبة السكر بالدم؛ ما يؤدي إلى مضاعفات للمصابين، إضافة إلى أن مشكلات اللثة لا تُشفَى لديهم بسهولة.
تجاهل مشكلات اللثة لدى الحوامل يمكن أن يتسبب في الولادة المبكرة؛ حيث تزيد أمراضُ اللثة من مستويات المواد الكيميائية التي تُسرِّع المخاض، بحسب "أتكينز".