عندما لا يستطيع طفلك رؤية الألوان، أو يواجه صعوبة في التمييز بينها مثل أقرانه؛ فهذا يشير إلى إصابته بعمى الألوان الذي يمكن أن يحدث بسبب جينات وراثية، أو نتيجة مرض أو تناول بعض الأدوية؛ لذا دعنا نعرفك على الأعراض والأسباب والعلاج المناسب.
الخلايا المخروطية الموجودة في شبكية العين تساعد على رؤية الاختلاف بين الألوان؛ فهناك 3 أنواع من الخلايا؛ كل واحدة منها تستجيب للون مختلف، مثل الأحمر والأخضر والأزرق. وإذا أُصِيب طفلك بعمى الألوان فلا تعمل أحد أنواع الخلايا المخروطية الثلاثة بشكل صحيح.
إذا كان طفلك يعاني من عمى الألوان فقد يواجه صعوبة في التمييز بين الألوان الحمراء والخضراء والبنية والبرتقالية بعد سن 4 سنوات تقريباً، وربما يعتقد أن لونَين متماثلَان، أو يجد صعوبة في فصل الأشياء حسب اللون؛ وذلك حسب موقع "raisingchildren".
قد يصبح عمى الألوان واضحاً في مرحلة الروضة أو المدرسة، خاصةً عندما يؤدي طفلك أنشطة مثل فرز المكعبات أو التلوين أو تغيير لون النص.
وهناك علامات رئيسية على إصابة طفلك بعمى الألوان، مثل استخدامه ألواناً خاطئةً عند رسم أو طلاء رسمة، وانخفاض الانتباه عند التلوين، إضافة إلى عدم القدرة على التفريق بين الأقلام الملونة، خاصةً اللونين الأحمر أو الأخضر، وفق ما ذكره موقع "Colour Blind Awareness".
ربما لا يستطيع الطفل المصاب بعمى الألوان التعرُّف عليها بسبب الإضاءة المنخفضة، أو أن يكون لديه حساسية للأضواء الساطعة وبعض تركيبات الألوان، إضافةً إلى عدم القدرة على القراءة في الصفحات الملونة والشكوى من ألم العين والرأس عند النظر إلى شيء أحمر له خلفية خضراء.
في حال مشاركة الأطفال في بعض الألعاب مثل تلوين الصور أو ألعاب العد أو الفرز أو النرد، فإنهم قد يعانون من الارتباك أثناء اللعب.
ومع تقدُّم الأطفال المصابين بعمى الألوان الشديد في السن، قد يكون من غير الآمن أو من الصعب عليهم أداء الوظائف التي يكون فيها تحديد اللون مهماً، مثل التعامل مع الأسلاك الكهربية.
هناك نوعان من الاختبارات الرئيسية لنقص رؤية الألوان، هما:
1- اختبار "إيشيهارا": حيث يُطلب من المريض قراءة صور مكونة من نقاط ملونة.
2- اختبارات ترتيب الألوان: وفيها يُطلَب من المريض ترتيب الصور الملونة حسب درجة لونها.
وبالنسبة إلى العلاج، إذا كان عمى الألوان وراثياً فلا علاج له، ويمكن للأطفال التكيف مع الحالة وتعلُّم التمييز بين الألوان. أما لمن يعانون من عمى ألوان مكتسب ناتج عن مشكلات صحية أساسية، فيجب معالجة السبب الجذري لتحسن الرؤية.
وهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأطفال المصابين بعمى الألوان؛ منها استخدام نظارات خاصة أو عدسات لاصقة مصممة لتحسين إدراك الألوان، إضافةً إلى تدخلات تعليمية من خلال اختيار الأنشطة التعليمية التي لا تتضمن الكشف عن الألوان المختلفة.
ولأننا نعيش في عصر التقدم التكنولوجي، فإن حياة المصابين بعمى الألوان تحسَّنت بفضل التكنولوجيا، من خلال توفير تطبيقات هاتفية وأدوات تساعد على تمييز الألوان؛ حيث تستخدم ملصقات وإشارات غير ملونة لتوفير المعلومات؛ فعلى سبيل المثال، عند التسوق لشراء الملابس، يمكن أن تساعد تطبيقات الهاتف المحمول في تحديد الألوان عن طريق مسحها ضوئياً وتقديم وصف للمستخدم، بحسب موقع "eurokidsindia".