وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" مؤخراً على دواء "Cobenfy" لعلاج الفصام، وهو اضطراب نفسي معقد يتطلب علاجات متنوعة، ويُعد هذا الدواء هو الأول الذي يعتمد على آلية عمل جديدة لم تُستخدم منذ أكثر من 70 عاماً، ما يمثل خطوة جديدة نحو تطوير العلاجات المتاحة.
أدوية الفصام التقليدية تحتوي على مزيج من الزانوميلين
تختلف آلية عمل "Cobenfy" عن الأدوية التقليدية التي تستهدف مستقبلات الدوبامين، حيث يحتوي على مزيج من الزانوميلين الذي تم تطويره أصلاً لمرض ألزهايمر والتروسبيم الذي يقلل من الآثار الجانبية، بينما لا يرتبط الزانوميلين مباشرة بمستقبلات الدوبامين، حيث يعمل على مستقبلات M1 وM4 المسكارينية في الجهاز العصبي المركزي، مما يساعد في تقليل الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام، فيما أشارت الدراسات السريرية إلى أن الدواء فعال في تخفيف كل من الهلوسات والأوهام، بالإضافة إلى تحسين الوظائف الإدراكية.
أظهرت التجارب السريرية لـ"Cobenfy" فاعلية في إدارة الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام مع تقارير تشير إلى تحسن ملحوظ في النتائج الإدراكية، ومع ذلك لا تزال هناك بعض المخاوف بشأن فاعليته على المدى الطويل نظراً لأن الدراسات المتاحة اقتصرت على مدة 5 أسابيع فقط، ووفقاً لمعهد "Institute for Clinical and Economic Review"، فإن نقص البيانات طويلة الأجل يجعل من الصعب الحكم بشكل قاطع على مدى تفوق "كوبينفي" على العلاجات الأخرى المتاحة.
أحد الجوانب الإيجابية لـ"Cobenfy" هو عدم وجود تحذيرات قوية من الآثار الجانبية الخطيرة والتي غالباً ما تصاحب الأدوية المضادة لـ الذهان، ومع ذلك حذرت "FDA" من استخدام الدواء في بعض الحالات مثل احتباس البول، وأمراض الكلى أو الكبد الشديدة، وزرق الزاوية الضيق، وبالمقارنة مع الأدوية التقليدية لم يُظهر "Cobenfy" زيادة ملحوظة في الوزن أو مشكلات أيضية خطيرة.
دواء "Cobenfy" يستخدم في علاج الفصام
بالإضافة إلى استخدامه في علاج الفصام، تُجري الشركة المنتجة لـ"Cobenfy" تحقيقات حول فاعليته في علاج حالات أخرى مثل الذهان المرتبط بمرض ألزهايمر واضطراب ثنائي القطب، وعلى الرغم من أن الدواء يوصف بأنه "واعد"، فإن المحللين يرون الحاجة إلى المزيد من الدراسات طويلة الأجل لتأكيد مدى فاعليته واستمراريته في تحسين حياة المرضى.