يوجد ارتباط قوي بين الدماغ والجهاز الهضمي، حيث يتبادلان الرسائل باستمرار في نظام يُطلق عليه "محور الأمعاء والدماغ"، حيث يؤثر الضغط النفسي والتوتر في أعراض متلازمة القولون العصبي والعكس، حيث تؤدي المواقف العصيبة أو العاطفية إلى حدوث تغييرات في أمعائك، وقد ترسل الأمعاء إشارات إلى الدماغ يمكن أن تؤثر على صحتك العقلية.
التوتر والضغط النفسي يبطئان عمليات الهضم
يسبب التوتر والضغط النفسي الالتهاب وفرط نشاط الاستجابة المناعية، كما تطرأ تغيرات على الحاجز المعوي، حيث يبدأ الاتصال بين الدماغ والأمعاء بالجهاز العصبي المركزي (الدماغ والأعصاب)، وتحدث الاستجابة للإجهاد كنتيجة للتهديد وبمجرد تنشيط استجابة القتال أو الهروب تُطلق هرمونات تزيد من ضربات القلب لضخ المزيد من الدم إلى العضلات مع إبطاء أو حتى إيقاف عمليات الهضم.
ويعمل الجهازان الودي واللاودي عادةً معاً، حيث يقوم نظامك الودي بتنشيط التنبيهات عندما يستجيب الجسم للخطر المتصور، وبعد مرور التهديد، يتولى نظامك اللاودي زمام الأمور ويخفض استجابة الإجهاد لاستعادة التوازن واستئناف وظائف مهمة أخرى.
لكن إذا عانيت من الضغط النفسي والتوتر لفترة طويلة، يواجه الجسم صعوبة في العودة إلى حالته المتوازنة ما يؤثر على عدة وظائف بالجسم كالهضم، وربما تُرسل الأمعاء إشارات إلى الدماغ نتيجة وجود شيء غير متزن، فتؤثر هذه الإشارات على المزاج ما يؤثر في الهضم.
ووفق مراجعة أجريت عام 2021، فإن البكتيريا المعوية في الأمعاء تتواصل مع الدماغ وباقي الجهاز الهضمي، وإذا لم تكن الإشارات بين البكتيريا والدماغ والأمعاء متوازنة؛ فإنها تؤثر على العواطف والأحاسيس وجميع وظائف الجهاز الهضمي، وفقاً لما ذكره موقع Healthline.
القلق والاكتئاب يفاقمان أعراض القولون العصبي
وإذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي، فتزيد التغيرات في محور الأمعاء والدماغ من فرص الإصابة بآلام البطن والإسهال أو الإمساك، كما أبلغ أغلب المصابين بمتلازمة القولون العصبي عن مستويات أعلى بكثير من القلق والاكتئاب مقارنة بالأشخاص غير المصابين بهذه الحالة، وبالتالي غالباً ما يرتبط الإجهاد والتجارب المؤلمة بتفاقم أعراض القولون العصبي.
ويمكن للقولون العصبي التسبب في حدوث التوتر، حيث تؤثر أعراضه على حياتك اليومية، ويمكن أن تؤدي هذه المخاوف إلى زيادة مستويات التوتر، مما يؤثر بدوره على عملية الهضم.
من بين تأثيرات التوتر الحاد والمزمن على الجهاز الهضمي، زيادة تقلصات العضلات في الأمعاء، وتغيرات في سرعة تحرك الطعام عبر الجهاز الهضمي، وزيادة الإحساس في الأمعاء حيث تشعر بالألم والانتفاخ وزيادة الغازات.