مؤشر كتلة الجسم مقابل مؤشر استدارة الجسم.. أي منهما أفضل لقياس الوزن الصحي؟

على مر السنين اعتمد الأطباء والمتخصصون في الصحة على مؤشر كتلة الجسم (BMI) كأداة رئيسية لقياس السمنة وتقييم مخاطرها، ولكن هذا المقياس البسيط الذي يعتمد على الطول والوزن يواجه انتقادات متزايدة لكونه غير دقيق، حيث لا يفرق بين الدهون والعضلات ولا يأخذ في الاعتبار توزيع الدهون في الجسم، هنا يظهر مؤشر استدارة الجسم (BRI) كبديل جديد يحمل وعداً بتحقيق نتائج أكثر دقة.

مؤشر كتلة الجسم مقابل مؤشر استدارة الجسم  مؤشر الكتلة لا يفرق بين الدهون والعضلات

قصور مؤشر كتلة الجسم

مؤشر كتلة الجسم يعتمد بشكل أساسي على بيانات الطول والوزن، ما يؤدي إلى تصنيف الناس في فئات مثل الوزن الطبيعي، الوزن الزائد، والسمنة، ولكن هذا النظام يعاني من عدم الدقة؛ فهو لا يأخذ بعين الاعتبار الجنس، العرق، أو حتى توزيع الدهون في الجسم، لذا فإن مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يخطئ في تصنيف الأشخاص العضليين على أنهم يعانون من السمنة، بينما يمكن أن يتجاهل الأشخاص الذين يملكون نسبة عالية من الدهون البطنية

لماذا مؤشر استدارة الجسم أكثر دقة؟

أثبتت دراسة حديثة نُشرت في "JAMA Network Open"، أن مؤشر استدارة الجسم قد يكون أكثر دقة في تقييم مخاطر السمنة والأمراض المرتبطة بها، فهو يعتمد على معادلة تأخذ في الاعتبار طول الشخص وقياسات الخصر والورك، ما يتيح تقييماً أدق لتوزيع الدهون في الجسم، خاصةً الدهون البطنية التي تعد عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكري.

وفي دراسة أجريت عام 2013 ونشرت في مجلة Obesity، وجدت الدكتورة ديانا توماس وزملاؤها أن مؤشر استدارة الجسم يتفوق على مؤشر كتلة الجسم في تقييم الدهون الحشوية أو ما يعرف بالسمنة البطنية، وهي أحد أهم مؤشرات الأمراض المزمنة.

كما لاحظوا أن الأشخاص الذين لديهم قيم أعلى لمؤشر استدارة الجسم كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة لأي سبب، عكس الأشخاص الذين لديهم قيم منخفضة، خاصة فوق سن 65 عاماً، أظهروا زيادة في خطر الوفاة، ما يشير إلى أن مؤشر استدارة الجسم المنخفض قد يكون دليلاً على سوء التغذية والإرهاق.

مؤشر كتلة الجسم مقابل مؤشر استدارة الجسمدقة مؤشر استدارة الجسم تعتمد على طريقة قياس الخصر

عيوب مؤشر استدارة الجسم

رغم الوعود المستقبلية لمؤشر استدارة الجسم، إلا أن هناك بعض القيود، فقد لا يكون قادراً على التقاط التعقيد الكامل لتكوين الجسم عبر الأعراق والأجناس المختلفة، لذا فهناك حاجة لمزيد من الأبحاث للتحقق من صلاحيته في مختلف الفئات، كما أن دقة حساب مؤشر استدارة الجسم تعتمد على كيفية قياس الخصر، حيث يمكن أن تختلف النتائج بناءً على مكان وضع شريط القياس أو تغير وضعية الجسم.

هل مؤشر استدارة الجسم هو المستقبل؟

على الرغم من القيود فإن المؤشرات الحالية تدعم فكرة أن مؤشر استدارة الجسم قد يكون بديلاً فعالاً لمؤشر كتلة الجسم، خاصةً عند تقييم السمنة البطنية، ومع ذلك لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أن يتم اعتماده بشكل كامل كأداة رئيسية لتقييم المخاطر الصحية.