رحلة صعبة.. كيف يؤثر سرطان الأطفال في حياة الأسرة بأكملها؟

عندما يتم تشخيص أحد أفراد الأسرة بالسرطان تنقلب حياة العائلة رأساً على عقب لهذا الخبر الصادم، فما بالك إذا كان المريض طفلاً لم يعش حياته كما ينبغي، ولأن الإصابة بالسرطان لا تؤثر فقط على جسد المريض بل لها تأثير كبير في حياة الأسرة والصحة العقلية للمصابين، اهتمت مؤسسة بالمملكة المتحدة بإجراء بحث جديد يسلط الضوء على ما يعانيه الطفل مريض السرطان وأسرته.

آثار السرطان على الأطفاليؤثر سرطان الأطفال على حياة الأسرة والمصاب

تأثير سرطان الأطفال على المصابين وعائلاتهم

قالت أخصائية علم النفس السريري بمستشفى برمنجهام للأطفال، فيكي لانجفورد، إن 96% من الآباء والأمهات يشعرون بالعزلة أو الوحدة بعد تشخيص إصابة أطفالهم بالسرطان، و79% لا يستطيعون ممارسة حياتهم الطبيعية كما كانت من قبل.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة CCLG0 أن الآباء الذين يعاني طفلهم من السرطان يشعرون بالإرهاق والحزن لفقدان الحياة الأسرية العادية، حيث يؤثر السرطان على طريقة تعاملهم مع التوتر والقلق.

وكشف ما يقرب من نصف الآباء المشاركين في الاستطلاع أن أبنائهم المصابين بالسرطان انفصلوا على أصدقائهم بعد التشخيص، ما تسبب في عزلتهم خاصةً خلال فترة العلاج.

آثار السرطان على الأطفالسرطان الأطفال يسبب أعراض جسدية مما يؤثر على الصحة العقلية

آثار سرطان الأطفال على الصحة العقلية والجسدية

خلال فترة الإصابة بسرطان الأطفال وأثناء العلاج، فمن الصعب على المرضى الاستمرار في الأنشطة الاجتماعية سواء مع العائلة أو الأصدقاء، ما يساهم في ضعف تطوير المهارات الشخصية، والشعور بالعزلة، وقد يكون سبباً لانخفاض احترام الذات.

تتسبب آثار علاج السرطان، مثل تساقط الشعر وزيادة الوزن، في تقليل ثقة الأطفال بأنفسهم واحترامهم لذاتهم، حيث أشار ثلث الآباء إلى تعرض أطفالهم المصابين بالسرطان للتنمر، ما زاد قلقهم بشأن العودة إلى المدرسة، حيث يعاني الأطفال من بروز الأوردة نتيجة الأدوية وتغير مظهرهم، ما يمنعهم من المشاركة في الأنشطة البدنية.

السرطان في الطفولة له آثار طويلة المدى أثناء البلوغ

أجرى الباحثون تحليلاً صادماً، حيث راجعوا 73 دراسة من بينها 39 واحدة تتبعت الأطفال مرضى السرطان بمرور الوقت ونشروا النتائج في مجلة JAMA، واكتشفوا أن الناجين من السرطان في الصغر عانوا من مشكلات صحية لاحقة مثل اضطراب الهرمونات وتحديات في الصحة الإنجابية وضعف الإدراك.

وكانت اضطرابات الغدد الصماء والنمو غير الطبيعي للأورام، إضافةً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية من بين المشكلات الصحية الأكثر شيوعاً في وقت لاحق، كما ارتفعت معدلات الاكتئاب وزاد خطر الانتحار لدى الناجين من السرطان في الطفولة، حسب صحيفة The Washington Post.