التصاق اللسان أو اللسان المربوط هي حالة يولد بها بعض الأطفال تُقيد حركة اللسان وتجعله غير قادر على العمل بشكل جيد وعدم الوصول إلى كل جزء من الفم، ولا يمكنه القيام بوظيفته مثل إصدار أصوات مختلفة أو المساعدة في الابتلاع وإخراج قطع الطعام.
يشير ربط اللسان إلى مشكلة في الأنسجة التي تربط الجزء السفلي بقاع الفم ويُطلق عليها "اللجام"؛ حيث تكون قصيرة وضيقة ومتصلة بالقرب من طرف اللسان، بحسب ما ذكره موقع "WebMD".
ولمعرفة إذا ما كان طفلك يعاني من اللسان المربوط أم لا، يمكنك النظر إلى شكل اللسان عند البكاء أو أثناء رفعه، إضافة إلى عدم قدرته على الوصول إلى اللثة العلوية أو سقف الفم، ولا يستطيع الانحناء نحو الأنف ولا يستطيع لعق الشفاه.
من الطبيعي أن يكون لجام اللسان مرتبطاً باللسان نفسه مع استطاعة الطفل تحريك العضو بحرية، لكن في حالة الإصابة بالتصاق اللسان يحدث قِصر في اللجام وقد يكون سميكاً أيضاً؛ ما يجعل حركة اللسان صعبة.
يمكن أن يؤدي التصاق اللسان إلى مشكلات في الرضاعة للأم والطفل؛ حيث لا يتمكن الرضيع من تحريك لسانه بشكل صحيح ويمضغ الحلمة بدلاً من مصها، فلا يحصل على الحليب الكافي، وفي الوقت نفسه تعاني الأم من الألم، فليس من السهل على الأطباء اكتشاف اللسان المربوط إلا في وقت لاحق.
خلال نمو الجنين في الرحم، يلتصق اللجام باللسان، وقد ينفصل الغشاء الرقيق عن اللسان في مرحلة ما قبل الولادة، لكن في بعض الأحيان لا يحدث انفصال، كما تشير الدراسات إلى أن الرضع الذكور أكثر عُرضة لالتصاق اللسان بمقدار الضعف مقارنة الإناث.
ومن الأعراض التي تظهر على طفلك الميل للمضغ أكثر من المص، وألا يزيد وزنه بالطريقة المتوقعة، كما يتغذى لفترة طويلة، ويأخذ استراحة قصيرة، ثم يتغذى لفترة طويلة أخرى، ويبدو جائعاً طوال الوقت.
مشكلة التصاق اللسان تتسبب في عدم نطق حروف معينة، وصعوبة البلع وتحريك اللسان من جانب لآخر، إضافة إلى مشكلة في اللعق والنفخ.
وبجانب المشكلات التي تظهر على الطفل فإن الأم قد تعاني الألم أثناء وبعد الرضاعة، وتشقق الحلمات إضافة إلى التهاب وعدوى الثدي وانخفاض كميات الحليب.
يحتاج الطفل إلى الفحص البدني من خلال معرفة طبيعة التغذية وفحص اللسان والفم والأسنان، إضافة إلى استخدام خافض اللسان للنظر إلى تحت اللسان والتحقق من الحركة، كما يمكن للأطفال الأكبر سناً إصدار أصوات معينة وتحريك ألسنتهم ليكتشف الطبيب الحالة.
ربما يحتاج بعض الأطفال إلى علاج فوري ،ويفضل أطباء الترقب والانتظار على أمل ارتخاء اللجام من تلقاء نفسه، وقد يقترح الطبيب الذهاب إلى استشاري يساعد الطفل في مشاكل النطق أو الرضاعة قبل الانتقال إلى الجراحة.
عملية قص اللسان المربوط وتصحيحه من الجراحات الشائعة للأطفال الحديثي الولادة، كما ثبتت مساعدتها في الرضاعة الطبيعية، ورغم أنه إجراء سريع باستخدام المقص الطبيعي أو الليزر وله مميزات، فإن له بعض العيوب والتحفظات.
يخضع الأطفال الذين يواجهون مشكلات الرضاعة للجراحة، لكن يوجد مخاطر محتملة مثل النزيف، والعدوى، والألم وتلف قنوات اللعاب أو الأعصاب الموجودة تحت اللسان، وربما لا يستطيع الطفل التغذية بشكل طبيعي.
لا تحتاج جميع الحالات لجراحة، بحسب هايدي سزوجي طبيبة الأطفال التي أشارت إلى أن هناك أسباباً تمنع البعض من الخضوع للعملية كالذين يعانون من حالات النزيف أو الاضطرابات العصبية.
وأضافت هايدي سزوجي لموقع "Cleveland Clinic"، أنه قبل إجراء عملية إزالة اللجام، يجب التحقق من أسباب أخرى محتملة لعدم قدرته على الرضاعة الطبيعية مثل آلام الحلمة أو عدم قدرته على الإمساك جيداً بثدي الأم.