يعاني بعض الأطفال من صعوبة في الدراسة بسبب عدم قدرتهم على التركيز، ويبذل الآباء والمعلمون جهداً كبيراً في تبسيط المعلومات لهم دون جدوى، لكنهم يجهلون أن بعض الأطعمة الغذائية يمكن أن تُسهِّل مهمتهم في زيادة تركيز هؤلاء الأطفال.
يؤثر الطعام الذي نتناوله تأثيراً مباشراً على صحة أدمغتنا وقدراتنا المعرفية. من هنا تزداد أهمية التغذية التي يحصل عليها الأطفال على مدار مراحل نموهم، لتعزيز قدراتهم المعرفية والإدراكية، وبناء أجسامهم بشكل سليم لتكون قادرة على محاربة الأمراض التي تواجهها، بحسب "Safes.so".
هناك العديد من الأطعمة التي يمكن أن تساعد طفلك خلال الدراسة؛ منها الفواكه والخضراوات والبروتينات والحبوب ومنتجات الألبان، التي يُنصح بتناولها يومياً لتعزيز وظائف الدماغ وزيادة التركيز؛ حيث أشار اختصاصي التغذية الأسترالي "فيف سوليفا" إلى ضرورة تناول الأطفال وجبات منتظمة وخفيفة طوال اليوم، وعدم إهمال وجبة الإفطار التي تعد أهمها؛ لأنها تمنح الطفل الطاقة التي يحتاجها جسمه ليبدأ يومه بحيوية ونشاط.
يتكون 60% من الدماغ من الدهون الصحية، مثل أحماض "أوميجا 3"، التي تتوافر بكثرة في الأسماك الدهنية؛ لذا يُنصَح بالحرص على إدراجها المستمر في قائمة طعام طفلك؛ لكونها تساهم في بناء خلايا الدماغ والأعصاب؛ ما يعزز القدرة على التعلم ويُحسِّن الذاكرة، فيما يؤدي نقص تلك الأحماض إلى ضعف التعلم والإصابة بالاكتئاب، وفقاً لـ"Indiatoday".
قال "فيف سوليفا" إن الحبوب الكاملة والعدس والبقوليات تُمِد الجسم بما يحتاجه من الجلوكوز وفيتامينات "ب" والألياف الغذائية؛ حيث تعد كل منها بمنزلة وقود صحي للدماغ يمنح الجسم الطاقة اللازمة، كما تسهل عملية الهضم، وتزيد معدلات الشبع.
وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تكون الفواكه والخضراوات جزءاً أساسياً في الوجبات اليومية؛ لأنها غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تحافظ على صحة الخلايا، وتحمي الجسم من الإصابة بالأمراض.
وإذا كان طفلك يميل إلى منتجات الألبان، يُفضَّل إدراج اللبن والجبن في نظامه الغذائي؛ إذ يعد كل منهما مصدراً للكالسيوم والبروتين وفيتامين "د"، وجميعها عناصر ضرورية لصحة العظام والأسنان، ونمو الدماغ.
وأوضح "سوليفا" أن جسم الأطفال يحتاج إلى الزنك لتحفيز عمل الذاكرة؛ لذا أوصى بإدخال البيض واللحوم الخالية من الدهون ضمن قائمة طعامهم اليومية، إضافةً إلى الخيارات الغذائية الغنية بالحديد، للحفاظ على الطاقة، مع تشجيعهم على شرب كميات كافية من الماء.
التوت الأزرق أيضاً من الأطعمة المُوصى بها من قبل "سوليفا"؛ إذ يحتوي على معدلات عالية من مضادات الأكسدة التي تمنع الإصابة بالأمراض، وتحسن التواصل بين خلايا الدماغ؛ ما يعزز الذاكرة والقدرات المعرفية والإدراكية لدى الأطفال.
يحتوي الكركم على عنصر فعال يُسمى "الكركمين"، يعمل على تعزيز الهرمونات التي تساهم في نمو خلايا الدماغ؛ لذا يُنصح باستخدامه في طعام الأطفال للحصول على نتيجة سريعة، إضافةً إلى البروكلي الذي يحتوي على نسبة عالية من فيتامين "ك"، وهو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، ويُعَد من الفيتامينات الضرورية للدماغ.
تحتوي الشوكولاتة الداكنة ومسحوق الكاكاو على عددٍ من المركبات التي تعزز الدماغ، وتساعد على تحسين الأداء الإدراكي والمعرفي؛ لذا لا مانع أن يتناول طفلك قطعة من الشوكولاتة في الصباح بجانب وجبة الإفطار، لكي تمنحه الطاقة اللازمة من جانب، وتعزز نموه الإدراكي من جانب آخر.
يحتوي البرتقال على معدلات عالية من فيتامين "ج"، وتناول برتقالة واحدة يومياً، يمنح الجسم ما يحتاجه من هذا الفيتامين؛ حيث توجد علاقة بين ارتفاع معدلات فيتامين "ج" بالدم، وزيادة التركيز والانتباه وسرعة اتخاذ القرار.