عادةً ما يدور الحديث حول وسائل منع الحمل للنساء التي تساعد على تنظيم النسل، لكن هل توقعت يوماً أن هناك وسائل منع حمل خاصة بالرجال؟
هناك بعض الخيارات التي تساعد الرجال أيضاً على تنظيم النسل ومنع الإنجاب، منها الواقي الذكري الذي يعد واحداً من الوسائل الآمنة لمنع الحمل لكنها مؤقتة؛ ما استدعى البحث عن وسائل أخرى يستمر تأثيرها لفترة طويلة، نقلاً عن "Medicalnewstoday".
تتمتع وسائل منع الحمل للرجال بمعدلات نجاح واعدة، على غرار خيارات وسائل منع الحمل للنساء، ومن ثم فإن استخدام وسائل منع الحمل بشكل صحيح، أو استخدام أكثر من نوع واحد من وسائل تنظيم النسل يقلل بشكل كبير من فرص الحمل.
تعد جراحات قطع القناة المنوية "استئصال الأسهر" من الطرق الفعالة لتحديد النسل، كما أنها من وسائل منع الحمل الدائمة، وهناك عدة تقنيات مختلفة لاستئصال القناة المنوية، وكل منها يعمل عن طريق منع الحيوانات المنوية من دخول الأسهر، وهو الأنبوب الذي تتدفق من خلاله الحيوانات المنوية للخروج من العضو الذكري.
معدل نجاح عمليات قطع القناة المنوية يسجل أعلى من 99% وذلك بالرغم من أن نحو 1-2% من الأشخاص الذين خضعوا لهذا الإجراء يعانون مضاعفات مثل الألم أو النزيف المستمر. ويعد قطع القناة المنوية هو خيار تحديد النسل لـ42 مليوناً إلى 60 مليون رجل في جميع أنحاء العالم.
تتكون معظم الواقيات الذكرية من اللاتكس – وهي مادة تصنع منها المنتجات المطاطية الطبيعية – ولكن الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاتكس يشترون واقيات ذكرية تحتوي على مواد أخرى، مثل البولي يوريثين أو البولي إيزوبرين. وباتباع إرشادات الاستخدام الصحيح، يمكن أن يصل تأثير الواقي الذكري إلى 98%.
تعد مراقبة الإباضة بالشريكة من وسائل منع الحمل الفعالة؛ حيث ينبغي مراقبة الحيض لتحديد الوقت المحتمل للإباضة. وخلال هذه الفترة يُنصح بتجنب ممارسة العلاقة الزوجية، لتقليل فرص الحمل. وإذا كانت لدى الزوجة دورات حيض منتظمة، ويمكن التنبؤ بها، فمن المرجح أن تكون فعالة؛ حيث يتراوح معدل فشل هذه الطريقة في المتوسط بين 2% و23%.
أُطلقت تجربة إسكتلندية بريطانية في عام 2019 مدتها عام، على 80 رجلاً من مختلف الأعمار من اسكتلندا وبريطانيا، لدراسة تأثير جل يحتوي على أشكال اصطناعية من هرمون البروجسترون والتستوستيرون، وتبين أن هرمون البروجسترون الاصطناعي يعمل على إيقاف إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين، ويقلل مستويات هرمون التستوستيرون الطبيعي، حسب "lloydsonlinedoctor".
الاستخدام الصحيح لهذا الجل – الذي يتميز بسرعة امتصاصه في مجرى الدم عبر الجلد – يمنع الحمل في حالاتٍ كثيرة؛ حيث يجب فركه على الكتفين والصدر يومياً، وسط توقعات باحتمالية أن تكون تلك الطريقة أكثر فاعلية من الواقي الذكري، حسب قائد الدراسة د. ريتشارد أندرسون.
حتى الآن لا توجد حبوب منع حمل للرجال، ولكن توجد العديد من الدراسات السريرية التي تحاول تجربة بعض الأدوية التي تساهم في قتل الحيوانات المنوية، وتعد الطرق السابقة هي وسائل منع حمل آمنة وفعالة حتى الآن.
حاول العلماء تطوير وسيلة فعالة لمنع الحمل عن طريق الفم للرجال، ولكن لا توجد حتى الآن حبوب معتمدة؛ حيث تستهدف معظم المركبات التي تخضع حالياً للتجارب السريرية هرمون التستوستيرون؛ ما قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل زيادة مستويات الكولسترول وزيادة الوزن والاكتئاب؛ لذا أرادوا تطوير وسيلة منع حمل آمنة لتجنب المضاعفات، حسبما نقل موقع "American Chemical Society" عن محمد عبدالله النومان الباحث في مختبر جوندا جورج في جامعة مينيسوتا الأمريكية.