أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Scientific Reports أن نقص المغنيسيوم قد يكون عاملاً رئيسياً في زيادة خطر الإصابة بفرط نشاط المثانة (OAB) وهو اضطراب يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.
قاد الدراسة الباحث هيجي بيان، من مستشفى هيفي BOE في الصين، وفحص فريقه العلاقة بين استنزاف المغنيسيوم وأعراض فرط نشاط المثانة لدى البالغين في الولايات المتحدة.
اعتمد الباحثون على بيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) للفترة من 2005 حتى 2018 والتي شملت 28,621 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عاماً.
العلاقة بين استنزاف المغنيسيوم وأعراض فرط نشاط المثانة
أظهرت النتائج أن ارتفاع مؤشر استنزاف المغنيسيوم (MgDS) ارتبط بشكل ملحوظ بزيادة احتمال الإصابة بفرط نشاط المثانة، وبحسب التحليل الإحصائي ارتفع خطر الإصابة بنسبة 9% مع كل زيادة بمقدار نقطة واحدة في مؤشر MgDS.
كما أن الأفراد الذين وقعوا ضمن المجموعات المتوسطة والمرتفعة في MgDS كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب مقارنةً بأولئك الذين سجلوا مستويات منخفضة، وبلغت نسب الاحتمال (Odds Ratios) 1.17 و1.20 على التوالي.
أشارت الدراسة إلى أن العلاقة بين نقص المغنيسيوم وفرط نشاط المثانة كانت أوضح بين النساء والأشخاص غير المدخنين والبالغين في منتصف العمر (40–60 عاماً) إضافةً إلى الأفراد الذين يعانون من السمنة، هذه النتائج توضح أن نقص عنصر معدني واحد قد يكون له تأثير متشابك مع عوامل ديموغرافية وصحية أخرى.
كتب الباحثون أن النتائج تبقى قوية حتى بعد تعديلها لتأخذ في الاعتبار عوامل مربكة محتملة مثل العمر والجنس والتدخين ومؤشر كتلة الجسم، هذا يعزز من فرضية أن نقص المغنيسيوم ليس مجرد علامة عرضية بل قد يساهم بشكل مباشر في الآليات المرضية المؤدية إلى فرط نشاط المثانة.
يُعد المغنيسيوم من المعادن الأساسية في الجسم حيث يشارك في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي بما في ذلك تنظيم وظيفة العضلات والأعصاب، لأن فرط نشاط المثانة يرتبط بخلل في انقباضات عضلات المثانة فإن نقص المغنيسيوم قد يكون سبباً في تفاقم هذه الحالة عبر التأثير على التوازن العصبي والعضلي.
أهمية المغنيسيوم في وظائف الجسم
يرى الباحثون أن نتائج هذه الدراسة قد تمهّد الطريق لمقاربات جديدة في الوقاية والعلاج إذ يمكن أن يكون تقييم مستويات المغنيسيوم لدى المرضى جزءاً من الفحوصات المبدئية عند ظهور أعراض فرط نشاط المثانة، كما قد تساعد التوصية بتناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم أو المكملات الغذائية في الحد من تفاقم الأعراض لدى الفئات الأكثر عرضة.