يعاني كثير من الرجال من أعراض فرط نشاط المثانة مثل كثرة التبول والشعور المفاجئ بالحاجة إلى الإفراغ أو فقدان السيطرة على البول خاصة أثناء الليل، وغالباً ما يكون العلاج الدوائي هو الخيار الأول لهؤلاء إلا أن دراسة نُشرت في JAMA Internal Medicine أشارت إلى أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي يمكن أن يحقق نتائج أفضل بكثير.
شملت الدراسة أكثر من 200 رجل بمتوسط عمر 64 عاماً يعانون من أعراض فرط نشاط المثانة وتم تقسيمهم عشوائياً إلى ثلاث مجموعات: الأولى تلقت العلاج الدوائي فقط، والثانية خضعت للعلاج السلوكي وحده، بينما تلقت الثالثة مزيجاً من العلاجين معاً.
أعراض فرط نشاط المثانة
وشمل العلاج السلوكي تدريب العضلات القاعية للحوض (تمارين كيجل) وتقنيات الاسترخاء التي تساعد على التحكم في الرغبة المفاجئة للتبول ومنع تسرب البول.
بعد مرور ستة أسابيع من بدء الدراسة لاحظ الباحثون تحسنّاً واضحاً في تكرار التبول والشعور بالإلحاح الليلي لدى جميع المشاركين إلا أن المجموعة التي جمعت بين العلاج الدوائي والسلوكي حققت أفضل النتائج.
فقد انخفضت لديهم نوبات فقدان السيطرة على البول بنسبة 79% في المتوسط مقارنة بنسبة 52% فقط لدى المجموعتين اللتين اعتمدتا على أحد العلاجين منفرداً.
من أبرز مزايا الجمع بين العلاجين أن الرجال الذين استخدموا الأدوية إلى جانب العلاج السلوكي تمكنوا من تقليل جرعات الدواء المطلوبة ما أدى إلى خفض احتمالية التعرض للآثار الجانبية مثل جفاف الفم أو الإمساك.
ويقول الباحثون إن تحسين قوة عضلات الحوض عبر التمارين المنتظمة يسهم في دعم التحكم في المثانة مما يسمح للأدوية بالعمل بفاعلية أكبر دون الحاجة إلى جرعات عالية.
تُعد مشكلة فرط نشاط المثانة من الحالات الشائعة التي تزداد مع التقدم في العمر وقد تؤثر سلباً على جودة الحياة والثقة بالنفس، ورغم أن الأدوية تساعد على تقليل الأعراض فإنها لا تعالج السبب الجذري وهو ضعف العضلات أو غياب التحكم العصبي في المثانة.
من هنا تأتي أهمية العلاج السلوكي الذي يُعيد تدريب الجسم على التحكم في الإشارات العصبية وتنظيم توقيت التبول، كما أن تمارين الحوض ليست حكراً على النساء بل تُظهر الأبحاث أنها مفيدة للغاية للرجال بعد جراحات البروستاتا أو في حالات سلس البول.
العلاج السلوكي يُعيد تدريب الجسم على التحكم في الإشارات العصبية
يوصي الخبراء الرجال الذين يعانون من أعراض فرط نشاط المثانة بالبدء بتغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل:
تقليل الكافيين والمشروبات الغازية التي تُحفّز المثانة.
ممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض بانتظام.
تنظيم أوقات شرب الماء وتجنب الإفراط في المساء.
استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد ما إذا كان الجمع بين العلاجين مناسباً.
فالعلاج السلوكي ليس بديلاً عن الأدوية فقط بل مكمل فعّال يساعد الرجال على استعادة السيطرة وتحسين نوعية حياتهم اليومية دون الاعتماد الكامل على العلاج الدوائي.