السمنة من أخطر أمراض العصر لأنها تفتح الباب لأمراض لا يمكن علاجها؛ لذا لا تتوقف الدراسات عن اكتشاف العوامل المرتبطة بها، وأجرى مجموعة من الباحثين في النرويج دراسة حديثة ليكتشفوا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يمكن أن ينقلوا مخاطر صحية مميتة لأطفالهم؛ لذا يُنصح بضرورة فقدان الوزن الزائد، مع استبدال الممارسات الخاطئة بالعادات الصحية.
وأجرى الدكتور نيجوس تاديسي كيتابا، مع فريق من جامعة "ساوثهامبتون"، وجامعة "بيرجن" في النرويج، دراسة على الأشخاص الذين يكتسبون وزناً زائداً في سن المراهقة المبكرة؛ ليكتشفوا أن هناك احتمالية كبيرة لإصابة أطفالهم في المستقبل بمخاطر عديدة، أبرزها السمنة والربو، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
تشمل نتائج الدراسة الأشخاص الذين يكتسبون وزناً زائداً بشكل كبير جداً وليس الأشخاص الذين يكتسبون وزناً بفعل نموهم وتطورهم في المراحل العمرية، ويرجع ذلك إلى أسباب مختلفة، أبرزها: قلة الحركة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، مع الإفراط في تناول الوجبات الجاهزة، والوجبات التي تحتوي على نسب عالية من السكر والملح.
يكتسب المراهقون الوزن بسبب قلة الحركة وتناول الوجبات الجاهزة
وأشار الباحثون إلى أن المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن قد يخاطرون بتلف جينات أطفالهم في المستقبل، حيث حللوا الحمض النووي لـ339 من الآباء وأطفالهم، وجمعوا بيانات حول صور أجساد الآباء خلال فترة المراهقة، ليكتشفوا وجود تغييرات بالحمض النووي في 1962 جيناً مرتبطاً بتكوين الخلايا الدهنية، لدى الأشخاص الذين اكتسبوا وزناً كبيراً في فترة المراهقة ما ينتج عنها مشاكل لأطفالهم سواء السمنة أو الربو أو مشاكل صحية بالرئة، ولوحظ في نتائج الدراسة أن التأثير الأكبر كان لدى الأطفال الإناث مقارنة بالأطفال الذكور.
المراهقون الذين يعانون من السمنة قد ينقلوا مخاطر صحية لأولادهم
تُشير الدراسة إلى نتيجة مهمة وهي أن الوزن الزائد لدى المراهقين خلال فترة البلوغ مرتبط بشكل كبير بالحمض النووي لأطفالهم في المستقبل؛ لذا يُنصح بالحفاظ على الوزن سواء بتغيير النظام الغذائي أو الخضوع لإجراء الفحوصات الطبية، كما يجب الابتعاد عن الممارسات والعادات الخاطئة التي تدمر الصحة.