ارتفاع حالات التهاب الرتوج قبل سن الخمسين: دراسة تكشف واقعًا مقلقًا

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "JAMA "عام 2025، أن عدد حالات دخول المستشفى بسبب التهاب الرتوج المبكر - أي الذي يصيب الأشخاص دون سن الخمسين- ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في حين كان يُعتقد سابقًا أن المرض يقتصر على كبار السن.

يُعد التهاب الرتوج من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي وينتج عن التهاب في الجيوب الصغيرة الموجودة بجدار القولون، وغالبًا ما يتطور نتيجة اتباع نظام غذائي منخفض الألياف أو نمط حياة خالٍ من النشاط البدني.

علامات تفرق بين إنفلونزا المعدة وجرثومة المعدةالتهاب الرتوج من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي

خلفية الدراسة وأهدافها

تشير البيانات السابقة إلى أن المعرفة حول العبء المرضي والتداعيات الصحية لالتهاب الرتوج المبكر لا تزال محدودة مما يعيق وضع استراتيجيات فعّالة للوقاية والعلاج لدى الفئات العمرية الشابة.

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل الاتجاهات الوطنية في حالات الاستشفاء والتدخلات الطبية والنتائج الصحية لمرضى التهاب الرتوج المبكر ومقارنتها بحالات الالتهاب ذات البداية المتأخرة (في عمر 50 سنة أو أكثر).

منهجية البحث

اعتمد الباحثون على دراسة جماعية استندت إلى بيانات وطنية مأخوذة من قاعدة National Inpatient Sample التي تُعد من أكبر قواعد بيانات المرضى في الولايات المتحدة، وشملت الدراسة جميع البالغين الذين دخلوا إلى المستشفى بسبب التهاب الرتوج بين عامي 2005 و2020 أي على مدار 15 عامًا.

التمارين الرياضية تقلل خطر عودة ورم القولون وتخفض الوفياتاستئصال جزء من القولون

النتائج الرئيسية

خلال فترة الدراسة سُجِّل أكثر من 5.2 مليون حالة دخول غير اختيارية للمستشفيات بسبب التهاب الرتوج كان من بينها حوالي 837 ألف حالة (16%) لأشخاص دون سن الخمسين، ولوحظ أن نسبة الحالات المعقدة من الالتهاب في هذه الفئة العمرية ارتفعت من 18.5% إلى 28.2% وهو ارتفاع كبير يعكس زيادة شدة المرض بين الشباب.

في المقابل، انخفضت نسبة من احتاجوا إلى استئصال جزء من القولون (colectomy) من 34.7% إلى 20.3%، بينما زادت نسبة من احتاجوا إلى تدخلات الأشعة التداخلية مثل التصريف عبر الجلد من 12.7% إلى 28.6%، مما يدل على تحول في أساليب العلاج نحو إجراءات أقل جراحية وأكثر تحفظًا.

مقارنات مع الفئات الأكبر سنًا

عند مقارنة الحالات المبكرة بتلك التي تصيب من تجاوزوا الخمسين، وجد الباحثون أن مرضى الفئة الأصغر أقل عرضة للوفاة بنسبة واضحة (نسبة الأرجحية المعدلة 0.18)، كما كانت فترات إقامتهم في المستشفى أقصر وتكاليف علاجهم أقل بمعدل 1900 دولار عن المرضى الأكبر سنًا.

ومع ذلك تبين أن هؤلاء المرضى أكثر عرضة للخضوع لعمليات استئصال القولون بنسبة 29% أعلى من المرضى الأكبر سنًا وأيضًا أكثر عرضة لإجراءات التصريف عبر الجلد بنسبة 58%، ما يعكس اختلافًا واضحًا في نمط التدخل الطبي.

أهمية النتائج والاتجاهات المستقبلية

تُظهر النتائج وجود تحول واضح في طبيعة التهاب الرتوج بين الشباب مع ارتفاع في الحالات المعقدة التي تتطلب تدخلات طبية متقدمة.

ويرى الباحثون أن هذه الزيادة قد تعود إلى تغيّرات في أنماط التغذية وانخفاض استهلاك الألياف وتزايد معدلات السمنة ونقص النشاط البدني في الفئات العمرية الأصغر.

ويؤكد الخبراء أن هناك حاجة ملحّة لمزيد من الأبحاث لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الاتجاهات المتزايدة ووضع سياسات صحية وقائية تستهدف تحسين نمط الحياة وتقليل عبء التهاب الرتوج بين الشباب في المستقبل.