أسنانك مفتاح صحة دماغك.. اكتشف الرابط المدهش بينهما

لم تعد صحة الفم تُعتبر مسألة تجميلية أو محلية فحسب بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الدماغ والوظائف المعرفية، فالأبحاث الحديثة تشير إلى أن أمراض اللثة وفقدان الأسنان قد يسهمان في تسريع التدهور المعرفي لدى كبار السن بما في ذلك ضعف الذاكرة والتركيز وهي أعراض تُعرف بالتدهور المعرفي الذاتي (SCD) وقد تُنذر بأمراض مثل الزهايمر.

اتصال غير متوقع بين الفم والدماغ 

يعتقد العلماء أن العلاقة بين صحة الفم والدماغ تتجذر في آليتين رئيسيتين:

الالتهاب المزمن: أمراض اللثة المتقدمة من الالتهابات المزمنة التي تُطلق جزيئات التهابية في مجرى الدم قد تصل إلى الدماغ وتسبب التهابًا عصبيًا يسرّع من تدهور الخلايا العصبية، حيث أن بكتيريا "Porphyromonas gingivalis" المسببة لالتهاب اللثة قد تكون ذات صلة بعمليات الأمراض العصبية التنكسية.

ضعف وظيفة المضغ: فقدان الأسنان يقلل من التحفيز العصبي الناتج عن عملية المضغ، ما يؤثر سلبًا على المناطق الدماغية المرتبطة بالذاكرة والتعلم، كما أن ضعف المضغ قد يؤدي إلى سوء تغذية ونقص في العناصر الضرورية لصحة الدماغ.

التدهور المعرفي والإدراكيالتدهور المعرفي والإدراكي

بيانات حديثة تدعم الارتباط

اعتمدت دراسة أمريكية حديثة على بيانات نظام مراقبة عوامل الخطر السلوكية (BRFSS) لعام 2022 ووجدت ارتباطًا واضحًا بين فقدان الأسنان والتدهور المعرفي الذاتي لدى البالغين متوسطي العمر (45–64 عامًا) وكبار السن، كما أظهرت أن زيارة طبيب الأسنان مرة واحدة على الأقل سنويًا تقلل من خطر ضعف الذاكرة بين متوسطي العمر ما يعزز أهمية الرعاية الوقائية كعامل حماية للدماغ.

ماذا يحدث في عملية ترقيع اللثة؟رعاية اللثة يحمي الذاكرة

رعاية الفم كوسيلة لحماية الذاكرة

يؤكد الخبراء أن الحفاظ على صحة الفم هو جزء من استراتيجية شاملة للحفاظ على صحة الدماغ والتي تشمل: 

1-الوقاية المبكرة: علاج أمراض اللثة وتسوس الأسنان للحد من فقدان الأسنان.

2- الفحص المنتظم: الزيارات الدورية لطبيب الأسنان تسمح بالكشف المبكر عن الالتهابات قبل أن تؤثر على الجسم.

3-التأهيل السني: تعويض الأسنان المفقودة باستخدام الأطقم أو الزرعات يساعد في تحسين وظيفة المضغ وتحفيز الدماغ.

وتوصي مجلات علمية مثل "Journal of Alzheimer’s Disease " و Journal of the American" "Geriatrics Society بتبني ممارسات العناية بالفم منذ منتصف العمر كوسيلة بسيطة وفعالة للحفاظ على صحة الدماغ والذاكرة على المدى الطويل.