كشف باحثون من جامعة "هونج كونج" في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Neurology" أن النوم المفرط أو البقاء في السرير لفترات طويلة بعد الإصابة بسكتة دماغية خفيفة أو نوبة إقفارية عابرة (TIA) قد يكون مرتبطاً بزيادة تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ إلى جانب تراجع واضح في القدرات الإدراكية.
النوم المفرط بعد الإصابة بسكتة دماغية خفيفة مرتبط بتلف الأوعية الدموية
الدراسة التي قادتها الدكتور ديلّيس شياودي ليو، اعتمدت على تحليل بيانات من 422 مريضاً بالغاً تعرضوا لسكتة دماغية خفيفة أو نوبة إقفارية عابرة، تم تجنيدهم من دراستين: Mild Stroke Study 3، وقاعدة بيانات مرضى السكتة الدماغية بجامعة هونج كونج، خلال الفترة من 2018 إلى 2022.
اعتمد الباحثون على تقييم المرضى لمؤشرات نومهم وقارنوا ذلك مع نتائج التصوير العصبي لقياس مدى انتشار مرض الأوعية الدقيقة في الدماغ، بالإضافة إلى اختبارات معرفية شملت تقييم الأداء الذهني عبر مقياس Montreal Cognitive Assessment.
أظهرت النتائج أن البقاء في السرير لفترات أطول كان مرتبطاً بشكل مستقل بارتفاع مستوى الضرر في المادة البيضاء المحيطة بالبطينات وهي منطقة حساسة لاضطرابات تدفق الدم، وقد تم تقييم هذه التغيرات وفقاً لمقياس Fazekas، حيث سجلت العلاقة نسبة أرجحية بلغت 1.53 لكل زيادة بمقدار انحراف معياري واحد في وقت النوم.
علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن مدة النوم الأطول كانت مرتبطة بزيادة احتمال ظهور النزيف الدماغي المجهري (microbleeds)، بنسبة أرجحية بلغت 1.42.
كما أشارت البيانات إلى أن كل زيادة في وقت النوم كانت ترتبط بانخفاض ملحوظ في الأداء المعرفي العام وفقاً لمقياس Montreal Cognitive Assessment، حيث انخفضت النتائج بشكل يتناسب طردياً مع طول مدة البقاء في السرير (القيمة المعيارية β = −0.58).
طول مدة النوم مرتبطة بزيادة احتمال ظهور النزيف الدماغي المجهري
في تعليق على نتائج الدراسة، قالت جوانا إم. ووردلو، من جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة وأحد المؤلفين المشاركين: "هناك حاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من صحة هذه النتائج لا سيما حول ما إذا كانت هذه التأثيرات السلبية تظهر أيضاً لدى الأشخاص الذين لم يُصابوا من قبل بسكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة".
وأضافت: "ومن الضروري أيضاً استكشاف ما إذا كان تحسين أنماط النوم بعد الإصابة يمكن أن يحمي المرضى من هذه العواقب المحتملة على صحة الدماغ والذاكرة".
نظراً لأهمية النوم في مرحلة التعافي بعد الجلطات يسلّط هذا البحث الضوء على ضرورة وجود ممارسات سريرية موجهة لتحسين جودة النوم وليس فقط مدته لدى هذه الفئة من المرضى، الباحثون يشيرون إلى أن الوعي بمخاطر النوم غير المنضبط قد يكون له دور مهم في حماية الدماغ من التدهور المعرفي طويل المدى.