مع التقدم في العمر، تبدأ وظائف الجسم في التراجع تدريجيًا، ما يُؤدي إلى فقدان قوة العضلات، التي تُعتبر أبرز التحديات الصحية، التي يواجهها الرجال بعد سن الـ50، لذا يُمكن الإتجاه نحو ممارسة تمارين القوة، ورفع الأثقال، في هذه المرحلة العمرية، لدعم صحة الجسم.
يبدأ الرجل في فقدان العضلات بشكل طبيعي بعد سن الثلاثين، بمعدل يتراوح بين 3% إلى 5% مع كل عقد، ويتسارع هذا الانخفاض بعد سن الستين، ويُعرف هذا الأمر بأنه فقدان مرتبط بالعمر، ولكن يمكن مواجهة هذا التراجع، وتحسين قوة العضلات ووظائفها، من خلال ممارسة تمارين القوة، حتى لدى كبار السن، بحسب موقع Prevention.
التمارين متوسطة أو عالية الشدة
نُشرت دراسة عام 2022، توضح خلالها الدكتورة بوجا جيدواني، طبيبة باطنية معتمدة، ومتخصصة في طول العمر والأداء بكاليفورنيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، أن تمارين المقاومة تُؤدي إلى حدوث تمزقات دقيقة، في ألياف العضلات، ثم تقوم بإصلاحها وإعادة بنائها بشكل أقوى.
تعمل تمارين رفع الأثقال بعد سن الـ50، على إجراء تغييرات وظيفية في الدماغ، وزيادة الوظائف الإدراكية، كما تُعزز من مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ "BDNF"، الذي يُساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ، ويُقلل خطر الإصابة بالأمراض المُرتبطة بالعمر، كما يُقلل من أعراض الاكتئاب لدى كبار السن، وإلى جانب ذلك تعمل تمارين القوة على تقليل خطر الإصابة بالخرف، وتحسين المزاج من خلال تحسين جودة النوم.
تنظيم سكر الدم
تُعد العضلات من أكثر الأنسجة نشاطًا في الجسم، إذ تُساعد على تنظيم سكر الدم، وتحسين حساسية الإنسولين، وحرق السعرات الحرارية، لذا فإن ممارسة تمارين القوة تُعتبر علاجًا فعالًا، للحفاظ على كتلة العضلات وبنائها، مما يُعزز عملية أيض صحية، ويُحسن ضبط سكر الدم، ويُقلل الالتهابات.
نشرت مجلة العلوم الرياضية والصحية تحليلًا، في عام 2024، تُشير خلاله إلى أن تدريب المقاومة، يُؤدي إلى تحسين دهون الجسم، وتقليل مخاطر التمثيل الغذائي، والالتهابات لدى كبار السن.
تُساعد تمارين القوة على تحسين التوازن والتنسيق، وتُحسن أيضًا تواصل الجسم مع الدماغ، ومع مرور الوقت، يُؤدي هذا إلى تنسيق أفضل.