في خطوة واعدة نحو تحسين تشخيص ورم الرئة طوّر باحثون من جامعة كرانفايلد بإنجلترا جهاز استشعار جديد منخفض التكلفة وسريع الاستجابة يمكنه الكشف عن مؤشرات المرض الحيوية من خلال تحليل بسيط لعينة دم.
يشبه الجهاز في تصميمه أجهزة مراقبة السكر في الدم ويقدّم النتائج في غضون 40 دقيقة فقط ما يجعله أداة عملية وسريعة للاستخدام في العيادات أو المستشفيات.
ويقول الباحثون إن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في مجال التشخيص المبكر إذ يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لإصابة ورم الرئة قبل ظهور الأعراض إلى جانب متابعة فعالية العلاجات لدى المرضى الذين تم تشخيصهم بالفعل.
تشخيص ورم الرئة
أُجري البحث ضمن مشروع استمر 3 سنوات، بقيادة الباحث مهدي عرب نجاد، الطالب السابق في جامعة كرانفايلد بإنجلترا، والبروفيسور سام توثيل، أستاذ أجهزة الاستشعار الحيوية النانوية، والدكتورة إيفا تشيانيلّا، المتخصصة في أجهزة الاستشعار البوليمرية الحيوية.
ركز الفريق على تطوير مستشعرات عالية الحساسية للكشف عن بروتينين رئيسيين يرتبطان بورم الرئة، هما:
وقد تم اختبار الجهاز باستخدام عينات بشرية وأخرى معيارية وحقق قدرة كشف دقيقة عند مستويات متدنية للغاية من هذه المؤشرات ما يجعله قابلاً للاستخدام في الكشف السريري المبكر.
الكشف المبكر عن ورم الرئة يزيد فرص العلاج
تشير نتائج الدراسة إلى أن التقنية الجديدة يمكن أن تكون أداة فعّالة في التعرف على المرض في مراحله الأولى وهي المرحلة التي تكون فرص الشفاء فيها أعلى بكثير.
كما يمكن للجهاز مساعدة الأطباء في مراقبة تطوّر المرض أثناء العلاج الكيميائي أو العلاجات المستهدفة إذ يتيح تتبّع مستويات المؤشرات الحيوية بشكل دوري لتقييم فعالية العلاج.
وتوضح الدكتورة إيفا تشيانيلّا أن فحوصات ورم الرئة الحالية غالبًا ما تكون مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، مضيفة أن المستشعر الجديد رغم أنه في مراحله الأولى يُظهر إمكانات كبيرة للكشف المبكر مما يسمح بتدخّل علاجي أسرع ورفع معدلات البقاء على قيد الحياة.
يمتاز المستشعر الجديد بأنه بسيط الاستخدام ولا يتطلب تجهيزات معقدة ما يجعله مناسبًا للفحوصات الدورية في العيادات العامة أو ضمن برامج الفحص الجماعي للفئات المعرضة للخطر مثل المدخنين أو العاملين في البيئات الملوثة.
ويرى الباحثون أن هذه التقنية قد تمهّد الطريق لتطوير أجهزة متنقلة للكشف عن الأورام في أماكن محدودة الموارد مما يسهم في إنقاذ أرواح من خلال اكتشاف المرض في مراحل مبكرة وقابلة للعلاج.
وبحسب الجامعة فهذه الخطوة قد تكون بداية لجيل جديد من تقنيات الطب الدقيق التي تجمع بين السرعة والدقة والتكلفة المنخفضة في خدمة التشخيص والعلاج.