هل تساءلت من قبل عن ولادة إنسان بلا بصمات أصابع أو اختفاء بصمات أصابعه في أي وقت من حياته؟.. هي حالة موجودة بالفعل، حيث يشير مصطلح "Adermatoglyphia" إلى غياب النتوءات الجلدية، وهي الخطوط التي تُكوِّن بصمات الأصابع وراحة اليدين وأخمص القدمين.
ويُعرف هذا الاضطراب سريريًا بأنه غياب خلقي أو مكتسب للأنماط الجلدية في هذه المناطق وهو ما يجعل استخدام البصمة كوسيلة للتحقق من الهوية أمرًا مستحيلًا لدى المصابين.
كما أُطلق على هذا المرض في بعض الأبحاث لقب "مرض تأخير الهجرة" إشارة إلى المشكلات التي يواجهها المرضى في إجراءات السفر إلى الدول التي تعتمد البصمة في التحقق من الهوية.
أثبتت الأبحاث أن سبب هذا المرض في الحالات الوراثية المعزولة يعود إلى طفرات جينية، تؤثر في النسخة الخاصة بالجلد من هذا البروتين ما يؤدي إلى اضطراب في الإشارات المسؤولة عن تكوين الأنماط الجلدية أثناء مرحلة تطور الجنين.
كما قد يظهر غياب البصمات كجزء من متلازمات وراثية جلدية أوسع تُعرف باسم "خلل التنسج الأديمي الظاهر" حيث يكون فقدان البصمات واحدًا من عدة أعراض جلدية مميزة، بحسب ما أوضحته مجلة Cureus.
أنماط بصمات الأصابع
الغياب الكامل: حيث لا توجد أي نتوءات جلدية مرئية على الأصابع أو راحة اليدين.
الغياب الجزئي أو الضمور: تظهر النتوءات الجلدية ضعيفة أو غير مكتملة وقد تكون مرئية فقط عبر العدسات المكبّرة.
يمكن أن يفقد الإنسان بصماته لأسباب مكتسبة غير وراثية، منها:
1-الإصابة بأمراض جلدية حادة أو مزمنة مثل الالتهابات والفقاعات الجلدية.
2-الحروق أو الجروح التي تتلف طبقة الجلد المسؤولة عن البصمات.
3-الاستخدام الطويل للمراهم المحتوية على الكورتيزون القوي والذي يؤدي إلى ضمور النتوءات.
4-تناول بعض الأدوية المستخدمة في علاج بعض أنواع الأورام حيث أُبلغ عن حالات فُقدت فيها البصمات مؤقتًا أثناء العلاج.
يبدأ الطبيب بالفحص السريري وملاحظة النتوءات الجلدية على اليدين والقدمين، وفي بعض الحالات قد تُستخدم العدسات المكبّرة أو الميكروسكوب للكشف عن أي آثار باقية للبصمات.
أما في الحالات الوراثية المشتبه بها، فيُجرى تحليل جيني للكشف عن الطفرات الجينية لتأكيد التشخيص، وفي حال الاشتباه بأن المرض جزء من متلازمة جلدية تُجرى فحوصات شاملة لتحديد نوع المتلازمة المصاحبة.
يواجه بعض المرضى صعوبة في السفر أو استخراج الوثائق الرسمية بسبب فشل أنظمة البصمة في التعرف عليهم، والمشكلة أن بعض المؤسسات لا تملك بدائل مناسبة للتحقق من الهوية عند غياب البصمات.
وفي بعض الحالات النادرة المرتبطة بطفرات جينية قد يزداد خطر الإصابة بأورام الجلد.