يبدو أن معاناة الرجال مع تساقط الشعر قد تقترب من نهايتها بعد أن توصل فريق من العلماء في University of California, Los Angeles (UCLA) إلى دواء تجريبي جديد يحمل اسم PP405، يمكنه إعادة تحفيز بصيلات الشعر الخاملة للنمو مجددًا، هذا الاكتشاف قد يمثل نقلة نوعية في علاج الصلع الوراثي والمشكلات المرتبطة بتساقط الشعر.
بشرى لمرضى الصلع الوراثي
على عكس المستحضرات المعروفة مثل "مينوكسيديل" و"فيناسترايد" التي تعمل فقط على إبطاء تساقط الشعر فإن PP405 يعتمد على تنشيط الخلايا الجذعية داخل بصيلات الشعر.
وأوضح الباحثون أن الدواء يعزز إنتاج مادة "اللاكتات" في فروة الرأس، وهي جزيئات تزوّد الخلايا بالطاقة حتى في غياب الأكسجين مما يساعد في إعادة تنشيط البصيلات التي توقفت عن العمل.
تقول الدكتورة هيذر كريستوفك، أستاذة الكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا: "يعمل الدواء كمنبه لبصيلات الشعر النائمة حيث يعيدها إلى مرحلة النشاط بعد أن كانت خاملة لفترات طويلة".
أجرى الباحثون تجارب على فئران تم تعديلها وراثيًا للتحكم في إنتاج اللاكتات داخل بصيلات الشعر، فلاحظوا أن الفئران التي تمتلك مستويات منخفضة من اللاكتيت فقدت شعرها ولم ينمُ مجددًا بينما أظهرت الفئران التي زادت لديها هذه المادة نموًا أسرع وأكثف للشعر.
وفي تجربة أخرى، استخدم العلماء مركبًا تجريبيًا يُعرف باسم UK-5099 لتحفيز إنتاج اللاكتات فبدأت الفئران تُظهر نموًا واضحًا للشعر في فترات لم يكن من المتوقع أن تنمو فيها بصيلات جديدة.
هذا النجاح دفع الفريق إلى تطوير نسخة أكثر فعالية وأمانًا أطلقوا عليها اسم PP405، وهي تعمل بنفس الآلية لكن بشكل أكثر استقرارًا وتقتصر على فروة الرأس فقط ما يقلل احتمالية حدوث آثار جانبية.
علاج موضعي وآمن للصلع الوراثي
تم تطوير الدواء الجديد في شكل كريم أو محلول يُوضع مباشرة على فروة الرأس وقد أثبتت التجارب السريرية الأولى والثانية سلامة استخدامه دون ظهور مضاعفات تُذكر.
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثالثة من التجارب العام المقبل لاختبار مدى فعاليته في إعادة إنبات الشعر لدى الرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي أو تساقط الشعر الناتج عن عوامل هرمونية.
ويؤكد البروفيسور ويليام لوري، المتخصص في أبحاث الخلايا الجذعية: "ما يميز PP405 أنه يعالج السبب الجذري لتوقف نمو الشعر وليس مجرد محاولة لتأخير التساقط كما تفعل العلاجات التقليدية".
تُظهر النتائج الأولية أن PP405 قد يكون أكثر الأدوية الواعدة حتى الآن في مجال علاج الصلع خاصة أنه يستهدف الآلية الحيوية التي تتحكم في نشاط البصيلات نفسها.
ويأمل الباحثون في أن يُطرح الدواء في الأسواق خلال السنوات القليلة المقبلة بعد استكمال جميع مراحل التجارب ما يمنح الرجال فرصة حقيقية لاستعادة شعرهم الطبيعي دون تدخل جراحي أو آثار جانبية مزعجة.