بين الجراحة والدواء: ما الخيار الأكثر فعالية لمرضى السمنة المعقدة؟

بينما تحظى أدوية GLP-1 مثل Ozempic وZepbound بشعبية متزايدة كوسيلة لإنقاص الوزن، تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Medicine إلى أن جراحة إنقاص الوزن قد تحقق نتائج صحية أفضل وأكثر استدامة للأشخاص الذين يعانون من السمنة والسكري.

نتائج لافتة لصالح الجراحة

أوضح الباحثون أن المرضى الذين خضعوا لجراحات إنقاص الوزن مثل تحويل مسار المعدة أو تكميمها فقدوا وزناً أكبر بكثير وعاشوا لفترة أطول، كما واجهوا مشكلات صحية أقل مقارنة بمن عولجوا بأدوية GLP-1.

وأكد الدكتور علي أمينيان، مدير معهد كليفلاند كلينك لجراحات السمنة والأيض، أن الفوائد التي لوحظت لم تقتصر على فقدان الوزن بل شملت تقليل خطر أمراض القلب والفشل الكلوي وحتى تلف العين المرتبط بالسكري.

العلاقة بين السمنة والأورام اللاحقةنتائج لافتة لصالح الجراحة

تفاصيل الدراسة

تتبعت الدراسة ما يقارب 4,000 مريض في كليفلاند كلينك بين عامي 2010 و2017 جميعهم يعانون من السمنة والسكري، من بينهم أكثر من 1,600 شخص خضعوا لجراحات إنقاص الوزن مقابل نحو 2,300 تلقوا علاجاً بأدوية GLP-1.

وبعد متابعة استمرت حوالي ست سنوات سجلت المجموعة التي خضعت للجراحة:

انخفاض خطر الوفاة بنسبة 32%.

انخفاض خطر الإصابة بمشكلات قلبية كبرى بنسبة 35%.

انخفاض خطر الإصابة بأمراض كلوية خطيرة بنسبة 47%.

انخفاض خطر فقدان البصر المرتبط بالسكري بنسبة 54%.

فقدان وزن أكثر واستقرار صحي أفضل

أظهرت النتائج أن المرضى الذين أجروا الجراحة فقدوا ما يقارب 22% من أوزانهم خلال عشر سنوات مقارنة بـ7% فقط بين مستخدمي أدوية GLP-1، كما أن مرضى الجراحة حققوا سيطرة أفضل على مستويات السكر في الدم واحتاجوا إلى عدد أقل من الأدوية الخاصة بالسكري وضغط الدم والكوليسترول.

مخاطر جراحات السمنة للمراهقيينفقدان وزن أكثر واستقرار صحي أفضل

آراء الخبراء

أكد الدكتور أمينيان أن هذه النتائج تعزز مكانة الجراحة كخيار علاجي أساسي للأشخاص المصابين بالسمنة والسكري نظرًا إلى قدرتها على توفير فوائد طويلة المدى يصعب تحقيقها بالأدوية وحدها خاصة وأن كثيرًا من المرضى يتوقفون عن استخدام أدوية GLP-1 بمرور الوقت.

كما أشار الدكتور ستيفن نيسن، كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر بكليفلاند كلينك، إلى أن جراحة إنقاص الوزن قد تمنح ميزة إضافية للبقاء على قيد الحياة حتى في عصر الأدوية الحديثة.

الحاجة إلى المزيد من الأبحاث

ورغم النتائج القوية، لفت الباحثون إلى أن الدراسة كانت رصدية وبالتالي لا يمكنها إثبات علاقة سببية مباشرة بين الجراحة والنتائج الأفضل، وأوصوا بإجراء تجارب سريرية مستقبلية لمقارنة فعالية الجراحة بالأدوية بشكل مباشر لتأكيد هذه النتائج.