حمية الكيتو قد تؤدي إلى أضرار طويلة المدى في الكبد والقلب

رغم انتشار حمية الكيتو التي تعتمد على تناول الدهون بكميات كبيرة لتقليل الاعتماد على السكريات، تحذر دراسة حديثة -نُشرت في مجلة Science Advances- من مخاطر صحية محتملة عند اتباعها لفترات طويلة، حيث قد يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات إلى أضرار في الكبد والقلب على المدى البعيد.

دراسة طويلة المدى على الفئران

قاد فريق من جامعة إيرلهام الأمريكية برئاسة الدكتورة مولي غالوب دراسة امتدت لعام كامل على الفئران، ما يعادل عقوداً من الزمن في عمر الإنسان، وأظهرت النتائج أن الفئران التي اتبعت حمية الكيتو طورت علامات على أمراض الكبد والقلب، كما أظهرت مقاومة للأنسولين وهي حالة ترتبط عادة بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

نظام الكيتو يساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب بنسبة 70% حمية الكيتو طورت علامات على أمراض الكبد والقلب

تحذير من الإفراط في اتباع الحمية

أوضحت الدكتورة أماندين شاي من جامعة يوتا، إن النتائج تمثل "قصة تحذيرية"، مشيرة إلى أن النظام ليس سحرياً كما يعتقد البعض، ومؤكدةً أن الأشخاص الذين يسعون إلى إنقاص الوزن عليهم الحذر، إذ إن النتائج التي تظهر على الحيوانات قد تختلف عند البشر لكن الدراسة تكشف عن مؤشرات تستدعي الاهتمام.

تأثيرات على القلب والكبد

أظهرت التحاليل أن الفئران التي تناولت كميات عالية من الدهون تراكمت في دمائها دهون زائدة وهو مؤشر مبكر على أمراض القلب، كما أُصيب الذكور منها بما يُعرف بالكبد الدهني، ما يشير إلى خلل في وظائف الكبد.

اضطراب في تنظيم السكر بالدم

أحد أهم الاكتشافات كان تراجع قدرة خلايا البنكرياس على إفراز الإنسولين بشكل طبيعي، وأشار الباحثون إلى أن وقف النظام الغذائي أعاد التوازن لوظائف الإنسولين، ما يعني أن الضرر قد يكون قابلًا للعلاج إذا تم التوقف في الوقت المناسب.

لماذا يفضل الأطباء شراب القيقب على العسل لمرضى السكري؟اضطراب في تنظيم السكر بالدم

استخدام طبي محدود

تاريخياً استُخدمت حمية الكيتو كعلاج مساعد لمرضى الصرع منذ أكثر من قرن، كما أوضحت الدكتورة تانيا ماكدونالد من جامعة جونز هوبكنز لكنها حذّرت من اعتمادها العام دون إشراف طبي مباشر، مضيفاً أنه في حال قرر البعض اتباع هذا النظام فيجب مراقبة المؤشرات الحيوية بانتظام لتجنب أي مضاعفات محتملة.

الخلاصة العلمية

تشير نتائج الدراسة إلى أن الكيتو قد ينجح في خفض الوزن مؤقتاً لكنه ليس بالضرورة الخيار الأكثر أماناً لصحة الجسم على المدى الطويل، ويوصي الباحثون بضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بأي نظام غذائي يعتمد على تقليل الكربوهيدرات ورفع نسبة الدهون.