تشير دراسة تجريبية صغيرة نُشرت في Translational Psychiatry إلى أن اتباع نظام الكيتو الغذائي قد يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب، فقد أظهرت النتائج انخفاضاً في أعراض الاكتئاب بنسبة تقارب 70% لدى مجموعة صغيرة من طلاب الجامعات الذين التزموا بالنظام لمدة لا تقل عن عشرة أسابيع.
قال البروفيسور جيف فوليك، أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة ولاية أوهايو: "يعاني الكثيرون اليوم من الاكتئاب ومن المجزي أن نتمكن من تقديم حل محتمل"، مؤكداً أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لكنه شدد على أن وجود دلائل على الفائدة يجعل التفكير في توفير نظام كيتو مدروس كخيار مكمل لعلاج الاكتئاب أمرًا يستحق النظر.
دراسة تجريبية تكشف نتائج مشجعة
يعتمد نظام الكيتو على تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير واستبدالها بالدهون بحيث يبدأ الجسم في حرق الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الجلوكوز، ووفقاً لـ Cleveland Clinic تنتج الدهون أحماض الكيتون التي يستخدمها الجسم والدماغ كبديل لمصدر الطاقة التقليدي عند التأقلم مع هذا الوضع يدخل الجسم حالة تسمى "الكيتوزية الغذائية".
شملت الدراسة 24 طالباً جامعياً تم تشخيصهم بالاكتئاب، طُلب منهم تقليل استهلاك الكربوهيدرات إلى أقل من 50 جراماً يومياً مع زيادة تناول الدهون والحفاظ على كمية معتدلة من البروتين، وأكّد الباحثون على أهمية إعداد المشاركين جيداً وتخصيص النظام الغذائي وفقاً لتفضيلاتهم الشخصية لضمان الالتزام.
خلال فترة الدراسة، خضع المشاركون لمقابلات استمرت حوالي ساعتين ونصف في البداية تلتها تقييمات أسبوعية باستخدام استبيانات تشخيصية للاكتئاب، أظهرت اختبارات الدم أن المشاركين حققوا حالة الكيتوزية 73% من الوقت.
بعد ثلاثة أشهر تحسنت درجات الاكتئاب التي أبلغ عنها المشاركون بأنفسهم بنسبة 69% بينما أظهر تقييم المعالجين النفسيين تحسناً بنسبة 71%.
علّق الدكتور رايان باتيل، طبيب نفسي في جامعة ولاية أوهايو، قائلاً: "عادة ما يكون متوسط تأثير الأدوية وجلسات العلاج النفسي بعد 12 أسبوعاً حوالي 50%، لكننا لاحظنا نتيجة أكبر بكثير وهو أمر مثير للإعجاب".
العلاقة بين النظام الغذائي والاكتئاب
وأشار "باتيل" إلى أن جميع المشاركين تحسنوا ولم يحتاج أي منهم إلى تدخلات إضافية أو طوارئ نفسية خلال فترة الدراسة، كما فقد المشاركون في المتوسط نحو 11 رطلاً وانخفضت نسبة الدهون في أجسامهم بأكثر من 2% دون أي تغيّر ملحوظ في مستويات الكوليسترول.
يرى الباحثون أن حالة الكيتوزية قد تساعد في تحسين الاكتئاب عبر تعديل مستويات بعض البروتينات والمواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالحالة المزاجية، ومع ذلك حذّروا من أن الدراسة لم تتضمن مجموعة مقارنة لمتابعة تأثير النظام الغذائي مقابل عدم اتباعه مما يتطلب دراسات أوسع وأكثر تنوعاً لتأكيد النتائج.