أظهرت دراسة نُشرت مؤخرًا في New England Journal of Medicine أن التعرض للإشعاع الناتج عن التصوير الطبي يرتبط بزيادة صغيرة ولكن ملحوظة في خطر الإصابة بـ أورام الدم لدى الأطفال.
الدراسة، التي أجراها فريق بقيادة الدكتورة ريبيكا سميث-بيندمان (Rebecca Smith-Bindman) من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، تعد من أكبر الدراسات التي تتناول هذا الموضوع حتى الآن.
اعتمد الباحثون على تحليل بيانات أكثر من 3.7 مليون طفل وُلدوا بين عامي 1996 و2016 في ستة أنظمة صحية بالولايات المتحدة ومقاطعة أونتاريو في كندا، تمت متابعة هؤلاء الأطفال على مدى يزيد عن 35 مليون سنة-شخص حيث تم تسجيل 2,961 حالة من أورام الدم.
بيانات متابعة ضخمة
أوضحت النتائج أن متوسط التعرض للإشعاع بين الأطفال بلغ 14.0 ملليجراماً، بينما ارتفع المتوسط إلى 24.5 ملليجراماً لدى الأطفال الذين أُصيبوا بأورام الدم.
وأظهرت التحليلات أ خطر الإصابة يرتفع مع زيادة الجرعة التراكمية من الإشعاع، حيث وصلت نسب المخاطر النسبية إلى 1.41 للجرعات من 1 إلى أقل من 5 ملليجرامات، و1.82 للجرعات من 15 إلى أقل من 20 ملليجراماً، و3.59 للجرعات من 50 إلى أقل من 100 ملليجرام، مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للإشعاع.
كما تبين أن الجرعة التراكمية التي تصل إلى نخاع العظام كانت مرتبطة بزيادة واضحة في خطر جميع أورام الدم بمعدل 2.54 خطر نسبي إضافي لكل 100 ملليجرام، وبالنسبة للأطفال الذين تعرضوا لجرعات لا تقل عن 30 ملليجراماً، فقد بلغت الزيادة في معدل الإصابة التراكمي بحلول عمر 21 عاماً نحو 25.6 حالة لكل 10,000 طفل، وتشير التقديرات إلى أن 10.1% من حالات أورام الدم المسجلة في هذه الفئة قد تُعزى إلى التعرض للإشعاع الناتج عن التصوير الطبي.
قالت الدكتورة سميث-بيندمان: "رغم أن التصوير الطبي قد يكون منقذاً للحياة فإن نتائجنا تؤكد الحاجة الملحة إلى تقييم وتقليل التعرض للإشعاع خلال تصوير الأطفال حفاظاً على صحتهم على المدى البعيد".
وأوضحت أن ذلك يشمل حصر الفحوصات الإشعاعية على الحالات الضرورية فقط واستخدام أقل جرعة ممكنة من الإشعاع خاصة في الفحوص مثل الأشعة المقطعية (CT).
دعوة لتقليل التعرض الإشعاعي
يشدد الخبراء على أهمية التوازن بين الفوائد الطبية للتصوير وبين مخاطره المحتملة، ففي حين قد تكون الفحوص ضرورية لتشخيص وعلاج بعض الحالات الحرجة فإن الاستخدام المفرط أو غير المدروس قد يزيد من احتمالات حدوث مضاعفات صحية خطيرة في المستقبل، لذا يدعو الباحثون إلى اعتماد بروتوكولات دقيقة تحمي الأطفال من التعرض غير الضروري للإشعاع مع تعزيز اللجوء إلى بدائل آمنة كلما كان ذلك ممكناً.