أظهرت دراسة -نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine- أجريت على 1,200 شخص مزودين بأجهزة مزيل الرجفان القلبي (ICDs) أن الحفاظ على مستويات البوتاسيوم ضمن النطاق العالي الطبيعي قد يحسن نتائج القلب، ويقلل من خطر فشل القلب واضطرابات النظم البطيني.
تابعت الدراسة حالة المشاركين لمدة 3.3 سنوات، حيث قورنت مجموعة حافظت على مستويات بوتاسيوم عالية طبيعية بمجموعة تحكم لم يتم تعديل مستويات البوتاسيوم لديهم، وتم قياس حدوث أحداث قلبية محددة مثل تسرع بطيني مستمر، استخدام الجهاز لإنقاذ الحياة، دخول مستشفى غير مخطط له لمدة تزيد عن 24 ساعة بسبب اضطراب النظم أو فشل القلب، أو الوفاة لأي سبب.
تفاصيل التجربة
بنهاية التجربة، تعرض 22.7% من المشاركين في مجموعة البوتاسيوم العالي الطبيعي لأحد هذه الأحداث مقارنة بنسبة 29.2% في مجموعة التحكم، وبلغت نسبة التعرض لتسرع بطيني أو الحاجة إلى علاج الجهاز 15.3% في المجموعة عالية البوتاسيوم مقارنة بـ20.3% في المجموعة العادية.
أما معدلات دخول المستشفى لأسباب متعلقة باضطراب النظم فكانت 6.7% في المجموعة عالية البوتاسيوم مقابل 10.7% في المجموعة غير المعالجة، لم تُسجل فروق كبيرة بين المجموعتين فيما يتعلق بارتفاع أو انخفاض البوتاسيوم الشديد.
يوضح الدكتور روي زيغلستين من DynaMed أن "المستويات الطبيعية للبوتاسيوم ضرورية للحفاظ على استقرار الكهرباء في القلب إذ يمكن أن تؤدي مستويات منخفضة أو مرتفعة إلى اضطرابات خطيرة في نظم القلب".
وأضاف أن اختلاف تركيز البوتاسيوم يؤثر مباشرة على فرق الجهد الكهربائي بين داخل وخارج خلايا عضلة القلب مما يتحكم في عملية إعادة الاستقطاب.
حددت الدراسة المستوى المستهدف للبوتاسيوم للمجموعة عالية الطبيعي بين 4.5-5.0 mmol/L بينما كان متوسط مستوى البوتاسيوم عند بداية الدراسة 4.01 mmol/L.
وتلقى المشاركون في هذه المجموعة علاجات مثل مضادات مستقبلات المينيرالوكورتيكويد ومكملات البوتاسيوم، بالإضافة إلى إرشادات غذائية لرفع مستوياتهم خلال 85 يوماً مع تقليل أو إيقاف مدرات البول المسببة لفقدان البوتاسيوم.
رغم النتائج الإيجابية، حذر الخبراء من ضرورة مراقبة مستويات البوتاسيوم عن كثب إذ يوجد "نطاق علاجي ضيق" ويمكن أن يؤدي تجاوز هذا النطاق إلى مضاعفات خطيرة مثل الرجفان البطيني أو توقف القلب، وأكدوا أن المراقبة الدقيقة في التجربة شملت تحاليل دم كل أسبوعين وهو أمر صعب تحقيقه في الممارسة السريرية اليومية.
المستوى الأمثل للبوتاسيوم
الخلاصة، حسب الخبراء، أن مرضى القلب الذين يرغبون في رفع مستويات البوتاسيوم لديهم يجب أن يستشيروا طبيب القلب أولاً وعدم محاولة زيادة البوتاسيوم بأنفسهم نظراً للمخاطر المحتملة إذا لم تُدار بعناية طبية.