توصية طبية جديدة: فصل لقاحات الحصبة والجدري المائي للأطفال دون الرابعة

أوصت اللجنة الاستشارية الأمريكية للتطعيمات (ACIP)، التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، بتأجيل إعطاء اللقاح المركّب MMRV المضاد للحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجدري المائي إلى ما بعد سن الرابعة، جاء القرار بأغلبية ثمانية أصوات مقابل 3 مع امتناع عضو واحد عن التصويت.

وبموجب التوصية يحصل الأطفال الأصغر سناً على لقاحين منفصلين هما MMR الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ولقاح الجدري المائي بدلاً من الحقنة المركّبة.

دوافع القرار

قال رئيس اللجنة مارتن كولدورف، إن الهدف من القرار هو طمأنة الرأي العام وتقليل أي مخاطر محتملة، حيث أوضحت المناقشات أن بعض الأطفال قد يتعرضون لنوبات حمى قصيرة عقب الجرعة الأولى من اللقاح المركّب، ورغم أن هذه النوبات لا تسبب أضراراً طويلة الأمد إلا أن اللجنة رأت ضرورة اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي.

مرض الحصبةدوافع القرار

ردود فعل متباينة

أثار القرار انتقادات واسعة بين أطباء الأطفال وقادة القطاع الصحي، حيث علقت الدكتورة سوزان كريسيلي، رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: "بدلاً من إصدار توجيهات واضحة حول اللقاحات التي نعلم أنها تحمي من أمراض خطيرة نترك العائلات في حالة من الارتباك والفوضى والمعلومات المغلوطة".

أما شركة Merck المنتجة للقاح ProQuad (MMRV)، فأكدت أن اللقاح خضع لدراسات موسعة وأثبت فعاليته، مشيرة إلى أن اللقاحات المركّبة تساعد الأسر على الالتزام بجداول التطعيمات بسهولة أكبر.

رأي خبراء الأمراض المعدية

قال الخبير في الأمراض المعدية مايك أوستر من جامعة مينيسوتا في تصريحات لوكالة Associated Press: "نحن ندير استخدام لقاح MMRV منذ سنوات دون مشكلات تتعلق بالسلامة الأمر أشبه بالبحث عن حل لمشكلة غير موجودة".

وأضاف أن القرار قد يفتح الباب أمام نقاشات متكررة بين الأهالي والأطباء، ما قد ينعكس سلباً على ثقة المجتمع في برامج التطعيم.

تفشي الحصبة في الولايات المتحدةرأي خبراء الأمراض المعدية

نقاش موازٍ حول لقاح التهاب الكبد B

لم يقتصر الجدل على لقاح MMRV، إذ ناقشت اللجنة أيضًا توصيات بشأن لقاح التهاب الكبد B للرضع فمنذ عام 2005 توصي الإرشادات الطبية بإعطاء الجرعة الأولى خلال 24 ساعة من الولادة للرضع الذين يزيد وزنهم عن 4.4 رطل، وقد ساعد ذلك على خفض الإصابات السنوية بين الأطفال من 5,494 حالة في 2005 إلى 2,214 حالة في 2023 بحسب Associated Press.

لكن بعض الأعضاء اقترحوا تأجيل الجرعة إلا إذا كانت الأم مصابة بالفيروس وهو ما واجه اعتراضاً شديداً من أعضاء آخرين، وقال الدكتور كودي مايسنر: "هذا اللقاح آمن تماماً ولا أرى مكسباً حقيقياً من تأجيل الجرعة الأولى".

مخاوف من تأثيرات بعيدة المدى

من المنتظر أن تُستكمل مناقشات اللجنة بشأن لقاح التهاب الكبد B والجرعات الجديدة من لقاحات COVID-19، ويحذر بعض الخبراء من أن التشكيك المتكرر في برامج التطعيم الراسخة قد يؤدي إلى انخفاض معدلات التطعيم وعودة أمراض تم السيطرة عليها سابقاً.

وقال مايك أوستر: "كلما زادت الشكوك حول سلامة اللقاحات سنشهد تراجعاً في نسب التطعيم وعودة أمراض كنا قد تغلبنا عليها هذا سيجعل مجتمعنا أقل أماناً وأضعف صحة".