بعد سنوات من السيطرة النسبية على مرض الحصبة بفضل برامج التطعيم الواسعة عادت العدوى الفيروسية الشديدة لتسجل أرقاماً مثيرة للقلق في الولايات المتحدة، ومع تجاوز عدد الحالات الألف منذ بداية العام أعلنت ولاية كولورادو عن تفشٍ جديد مرتبط برحلة جوية دولية، ما يزيد من المخاوف بشأن سرعة انتشار المرض وعودة ظهوره في مجتمعات كانت تعتبره تحت السيطرة. مرض الحصبة
بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة في الولايات المتحدة حتى نهاية مايو 2025، 1,088 حالة، وذلك وفقاً لبيانات (U.S. Centers for Disease Control and Prevention (CDC، وتمثل هذه الأرقام مؤشراً مقلقاً على تصاعد انتشار المرض في مناطق متعددة بعد سنوات من انخفاض معدل الإصابة بفضل برامج التطعيم الوطنية.
ولاية تكساس تصدرت قائمة الولايات الأكثر تضرراً، حيث شهدت أكبر موجة تفشٍ للحصبة على مستوى البلاد خلال شتاء 2024 وربيع 2025، وقد أعلنت الولاية عن تسجيل 10 حالات جديدة خلال هذا الأسبوع فقط ليصل إجمالي الحالات فيها إلى 738 حالة مؤكدة.
أعلنت وزارة الصحة في ولاية كولورادو عن تسجيل 7 حالات إصابة بالحصبة منذ بداية عام 2025 من بينها تفشٍ صغير مكون من 3 حالات مترابطة، وتشير التحقيقات إلى أن هذه الحالات قد نشأت عن رحلة دولية وصلت إلى مطار دنفر الدولي في منتصف شهر مايو.
وشملت الحالات الثلاث طفلاً دون سن الخامسة غير مطعّم وبالغ مطعّم لا تجمعه صلة قرابة بالحالة الأولى، بالإضافة إلى مسافر قادم من ولاية أخرى نقل العدوى أثناء الرحلة الجوية، ويمثل هذا التفشي حالة نموذجية لانتقال العدوى عبر وسائل النقل خاصةً عند وجود أفراد غير محصنين في بيئة مغلقة.
في سياق متصل؛ أدى تفشي الحصبة الذي بدأ في تكساس ونيو مكسيكو وأوكلاهوما إلى وفاة 3 أشخاص بينهم طفلين في سن المدرسة الابتدائية من منطقة غرب تكساس وبالغ في ولاية نيو مكسيكو، وتبين أن جميع الضحايا لم يتلقوا اللقاح المضاد للحصبة.
ووفقاً لـ(CDC) يُعرف التفشي بأنه تسجيل 3 حالات مترابطة أو أكثر وهو ما ينطبق حالياً على عدد من الولايات التي تُظهر نمطاً تصاعدياً في انتشار المرض.
تشمل قائمة الولايات التي أعلنت عن تفشي مرض الحصبة ما يلي: كولورادو، وكانساس، وميشيجان، ومونتانا، ونيو مكسيكو، وداكوتا الشمالية، وأوهايو، وأوكلاهوما، وبنسلفانيا، وتينيسي، وتكساس.
في الوقت نفسه، تم رصد حالات فردية في ولايات أخرى دون الوصول إلى حد التفشي، وتشمل: ألاسكا، وأركنساس، وكاليفورنيا، وفلوريدا، وجورجيا، وهاواي، وإلينوي، وإنديانا، وآيوا، وكنتاكي، ولويزيانا، وماريلاند، ومينيسوتا، وميزوري، ونبراسكا، ونيو جيرسي، ونيويورك، ورود آيلاند، وفيرمونت، وفيرجينيا، وواشنطن.أهمية التأكد من تلقي اللقاح
تُحذر (CDC) من التهاون في إجراءات الوقاية خاصة في ظل انخفاض معدلات التطعيم في بعض المناطق، وتُشير المراكز إلى أن البيانات الإحصائية توفر فقط اتجاهات عامة ولا تُعد بديلًا عن الاستشارة الطبية الشخصية خاصةً للأفراد الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو ضعف في المناعة.
وفي ظل هذا الوضع المتصاعد تؤكد الجهات الصحية على أهمية التأكد من تلقي اللقاح وضرورة عزل الحالات المشتبه بها فوراً لتقليل انتشار الفيروس بين السكان.