تشهد الولايات المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الحصبة، حيث بلغ عدد الإصابات 222 حالة حتى 6 مارس، بينها وفاة مؤكدة وأخرى قيد التحقيق، أثار هذا التفشي مخاوف الأطباء حول العالم من احتمال عودة أمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة الألمانية والنكاف، إذا أنه عندما تنخفض معدلات التطعيم تكون الحصبة أول ما يظهر ثم تتبعها الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
تشهد الولايات المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الحصبة
تُعد الحصبة من أكثر الأمراض المعدية إذ يمكن للشخص المصاب نقل العدوى إلى 12-18 شخصاً آخر، وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي CDC، فإن معدل التطعيم ضد الحصبة خلال العام الدراسي 2022-2023 بلغ 93.1%، لكن نسبة الإعفاءات من اللقاح ارتفعت إلى 5% في 10 ولايات مما يهدد بمزيد من التفشي.
وفي ولاية تكساس، لم يكن 80 طفلًا من المصابين قد تلقوا اللقاح بينما لا يزال وضع 74 آخرين غير معروف و5 فقط تلقوا جرعة واحدة على الأقل وفقاً لوزارة الصحة في تكساس.
ويقول ويليام شافنر، أستاذ الأمراض المعدية في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت: "لدينا مجتمعات بأكملها ذات معدلات تطعيم منخفضة، ما يخلق بيئة مثالية لتفشي الأمراض".
يعتبر شلل الأطفال من أكبر المخاوف لدى الخبراء إذ لا يزال الفيروس منتشراً في بعض مناطق العالم، حيث يقول إم. أنتوني مودي، أستاذ طب الأطفال والمناعة في كلية الطب بجامعة ديوك، "لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يعود شلل الأطفال إلى الانتشار مجدداً".
خطر عودة شلل الأطفال
وقبل إدخال اللقاح شهدت الولايات المتحدة موجات من شلل الأطفال وصلت إلى 16,000 حالة سنوياً، ما تسبب في إصابات بالشلل والوفاة في بعض الحالات، وعلى الرغم من أن 4 جرعات من لقاح شلل الأطفال المعطل (IPV) توفر حماية تزيد عن 99%، إلا أن معدل التطعيم انخفض من 95% في 2019-2020 إلى 92.6% في 2023-2024، ما يزيد المخاوف من ظهور "جيوب" من السكان غير المحصنين.
مع تراجع التطعيم ضد الحصبة يتراجع أيضاً مستوى الحماية ضد النكاف والحصبة الألمانية، وكلاهما مشمول في لقاح MMR، والنكاف هو مرض فيروسي يصيب الغدد اللعابية وينتقل عبر اللعاب أو الرذاذ التنفسي، وتشمل أعراضه تورم الفك والحمى والصداع وقد يؤدي إلى التهاب الدماغ في بعض الحالات، أما الحصبة الألمانية فهي أقل خطورة على الأطفال لكنها تشكل خطراً على النساء الحوامل، حيث تزيد من احتمالية الإجهاض والتشوهات الخلقية.
الحصبة الألمانية تشكل خطراً على النساء الحوامل
يأمل الخبراء أن يؤدي انتشار الحصبة إلى زيادة الوعي بأهمية التطعيم، حيث يقول ستيفن فُر، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة: "لا يوجد سبب للتشكيك في اللقاحات التي أثبتت فعاليتها لعقود"، فيما يؤكد جورج راست، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا، أن الصحة العامة تعتمد على التوازن بين الحرية الشخصية والمسؤولية المجتمعية، محذراً من أن التركيز المفرط على الحرية الفردية قد يؤدي إلى تآكل الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين.