هناك اختلافات بيولوجية بين دماغ الرجل والمرأة، تم استخدامها قديما بشكل مضلل لتبرير المعتقدات المجتمعية حول العالم، رغم أن تلك الاختلافات ليس لها علاقة بالذكاء أو المهارات الحركية، فالأمر يتوقف على الحجم، إذ يتساوى كلا الجنسيين، في الأداء والتعلم وحل المشكلات، وهو ما أشارت إليه الدراسات بالفترة الأخيرة، فالرجال لديهم حجم أكبر من المادة البيضاء مقارنة بالنساء.
أُجريت دراسة نُشرت في مجلة Brain، قارنت بين أدمغة 42 رجلاً و58 امرأة بعد الوفاة، ووجدت أن وزن أدمغة الرجال يبلغ في المتوسط 1378 جراماً، بينما يبلغ وزن أدمغة النساء 1248 جراماً، ما يعني أن دماغ الرجل أكبر بنسبة 10% إلى 15% من دماغ المرأة، لكن قشرة الدماغ في النساء أكثر سُمكاً، حسب صحيفة Times Of India.
الاختلافات في تركيب الدماغ بين الرجل والمرأة
يُعد الحُصين (وهي المنطقة المسؤولة عن تكوين الذاكرة) أكبر حجماً في أدمغة الرجال مقارنةً بالنساء، كما أن كمية المادة البيضاء لديهم أعلى، وتعمل المادة البيضاء كشبكة اتصالات، حيث تسمح بتبادل المعلومات بسرعة بين مناطق الدماغ المختلفة، ما يُعزز كفاءة التعلم واتخاذ القرارات.
كما تُمكن هذه المادة الدماغَ من إرسال إشارات دقيقة إلى العضلات لتنسيق الحركة، حيث تتكون المادة البيضاء بشكل أساسي من محاور عصبية مُغطاة بـالمايلين، وهي مادة دهنية تعزل الألياف العصبية وتُسرع نقل الإشارات الكهربائية.
من ناحية أخرى، تحتوي أدمغة النساء على نسبة أعلى من المادة الرمادية مقارنة بأدمغة الرجال، وتُعتبر المادة الرمادية المركز التشغيلي الرئيسي للدماغ، حيث تستضيف أجسام الخلايا العصبية وتتولى إجراء العمليات الحيوية المسؤولة عن التفكير والعواطف والتفاعل الاجتماعي، وهي ضرورية للحفاظ على القدرات المعرفية والحركية طوال الحياة، وتعمل على معالجة وتفسير المعلومات الحسية، مثل الإشارات البصرية والسمعية.
ومع ذلك، يمكن أن تؤدي عوامل مثل التقدم في العمر (الشيخوخة) والأمراض التنكسية العصبية (مثل مرض الزهايمر) أو الإصابات الدماغية إلى فقدان المادة الرمادية، ما يؤثر سلباً على الذاكرة والإدراك والمهارات الحركية، لذلك يُنصح بالمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة الذهنية لدعم وتعزيز صحة المادة الرمادية.
المادة الرمادية: نسبة أعلى في أدمغة النساء
يوضح الدكتور فيبول جوبتا، رئيس قسم التدخل العصبي في مستشفى باراس بالهند، أن هذه الاختلافات في البنية تُترجم إلى أداء مختلف للرجال والنساء في بعض المهام المحددة، إلا أنهم متساوون في القدرة على التعلم وحل المشكلات والتفكير العميق.
ويؤكد أن اختلاف مستويات المادة البيضاء والرمادية لا علاقة له بمستوى الذكاء العام أو القدرة الإدراكية الكلية أو وظائف الدماغ بشكل عام؛ فالمحدد الحقيقي للقدرات هو كفاءة التواصل وقوة الترابط بين شبكات الدماغ المختلفة، وليس حجم منطقة معينة.