هل تجاهل وجبة الإفطار يسبب زيادة الوزن؟
لطالما نُظر إلى وجبة الإفطار على أنها "أهم وجبة في اليوم" إذ يُعتقد أنها تُنشّط عملية الأيض وتساعد على ضبط الوزن وتحسين التركيز، لكن دراسة حديثة تشير إلى أن هذا الاعتقاد الراسخ قد لا يكون دقيقًا كما نظن وأن الامتناع عن تناول الإفطار ربما لا يؤدي إلى زيادة الوزن كما كان يُروّج له منذ عقود.
العلاقة بين تجاهل وجبة الإفطار والإصابة بالسمنة
منذ سنوات طويلة اعتُبر أن تخطي وجبة الإفطار يرتبط بزيادة احتمالات السمنة، وهو ما ورد صراحة في Dietary Guidelines for Americans التي أكدت أن عدم تناول الإفطار يرتبط بزيادة الوزن"، غير أن مراجعة جديدة كشفت أن الأساس العلمي لهذا الادعاء لم يكن قويًا كما يُعتقد إذ اعتمدت معظم البيانات السابقة على دراسات ملاحظة أي أنها ترصد العادات دون إثبات علاقة سببية مباشرة.
علاقة تخطي وجبة الإفطار بزيادة الوزن
تجربة من جامعة كولومبيا تقلب المفهوم
وفقًا لتقرير نشرته The Washington Post، أجرى باحثون من Columbia University تجربة علمية شارك فيها أفراد يعانون من زيادة الوزن، حيث قُسّموا إلى ثلاث مجموعات تناولت وجبات مختلفة في الساعة 8:30 صباحًا:
المجموعة الأولى تناولت رقائق الذرة المحلّاة (Frosted Corn Flakes)
المجموعة الثانية تناولت الشوفان (Oatmeal)
المجموعة الثالثة لم تتناول أي وجبة إفطار
وبعد 4 أسابيع كانت المفاجأة أن المجموعة التي تخطت وجبة الإفطار خسرت وزنًا أكثر مقارنةً بالمجموعتين الأخريين ما يناقض الفكرة السائدة بأن تجاهل الإفطار يؤدي إلى زيادة الوزن.
جذور المعتقد القديم
تشير The Washington Post إلى أن فكرة تخطي الإفطار يسبب السمنة دخلت إلى الإرشادات الغذائية الأمريكية عام 2010 بعد مراجعة لجنة الخبراء المعروفة باسم Dietary Guidelines Advisory Committee، إلا أن تلك اللجنة استندت في توصياتها إلى أبحاث قائمة على الملاحظة فقط دون تجارب مخبرية محكمة، أما الدراسة الحديثة فقد اعتمدت على تجارب واقعية مضبوطة العوامل ما يجعل نتائجها أكثر مصداقية من الدراسات السابقة التي لم تفرّق بين الارتباط والسببية.
تأثير الأيض والعادات الغذائية على الوزن
الأيض والعادات الغذائية
يرى الباحثون أن العلاقة بين الإفطار والوزن لا يمكن اختزالها في معادلة بسيطة فالأشخاص الذين يتناولون الإفطار بانتظام قد يتميزون بعادات غذائية صحية عامة أفضل مثل ممارسة الرياضة أو تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة ما يجعلهم أكثر صحة بوجه عام، وليس لأن وجبة الإفطار نفسها هي السبب المباشر.
أما الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو اضطرابات الأيض فقد يساعد تخطي الإفطار أحيانًا على تقليل السعرات اليومية وتحسين حساسية الإنسولين وفقًا لما أشار إليه الباحثون.
وجبة الإفطار ليست دائمًا الأهم
النتائج الجديدة لا تعني بالضرورة أن الجميع يجب أن يتوقفوا عن تناول الإفطار لكنها تدعو إلى إعادة النظر في القواعد الغذائية التقليدية التي تُقدَّم كحقائق مطلقة، فكما تقول الدراسة المنشورة في BMJ "الأثر الحقيقي لتناول أو تخطي وجبة الإفطار يعتمد على النظام الغذائي العام للفرد ونمط حياته وليس على وجبة واحدة بحد ذاتها".
