لم تَتوقّع أليشا موناكو (32 عاماً) أن عادةً بسيطةً مثل فقع حبّة في وجهها ستدفعها إلى المستشفى في رحلةٍ خطيرة كادت أن تودي بحياتها، فقد بدا الأمر عاديًّا بالنسبة لها، إلا أن موقع تلك الحبّة كان يُخفي وراءه خطراً داهماً؛ لقد كانت تقع ضمن منطقة تعرف طبياً باسم "مثلث الموت".
استخدمت أليشا أداةً معقمةً لإزالة البثرة الواقعة بين زوايا الفم وجسر الأنف، غيرَ مدركةٍ أن هذه المنطقة ترتبط تشريحياً بالجيب الكهفي، وهو وعاء دموي رئيسي يصل إلى الدماغ، وعند عصر البثور فيها، يمكن للبكتيريا أن تنتقل عبر مجرى الدم مُسببةً التهاباً خطيراً قد يهدد الحياة.
مخاطر إزالة البثرة الواقعة بين زوايا الفم وجسر الأنف
وبالفعل، لم تمضِ سوى لحظات حتى تعرّضت أليشا لانفجار في أذنها، وشعرت بدوخةٍ شديدة، تلاها ألمٌ حادّ في الجانب الأيمن من أنفها وشفتيها، نُقلت على إثرها إلى المستشفى في حالةٍ حرجة، لتصبح قصتها تحذيراً مُروّعاً انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ومختلف الوسائل الإخبارية، بما في ذلك موقع Wales Online الذي نقل تفاصيل التجربة المروعة.
استيقظت أليشا بعد نحو 5 ساعات لتفاجأ بزيادة الألم في الجانب الأيمن من وجهها، الذي أصبح منتفخاً بشكل ملحوظ، كما لوحظ اعوجاج في ابتسامتها، إضافةً إلى ذلك، عانت من انسداد شديد في أذنها اليمنى، وكانت تشعر بأوجاعٍ حادة كلما حاولت التحدث أو الابتسام.
قررت أليشا الذهاب إلى المستشفى، حيث حصلت على 4 أنواع من الأدوية للسيطرة على الأعراض قبل أن تتفاقم، ولمنع انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، بعد استكمال علاجها في المنزل، شاركت تجربتها على منصة "تيك توك" لتحذير الآخرين من المخاطر الصحية الكبيرة التي قد تنتج عن محاولة فقع أي حبة في منطقة "مثلث الموت".
ما هي خطورة عدوى مثلث الموت؟
أوضح الدكتور ألوك فيج، طبيب الأمراض الجلدية، أنه على الرغم من صغر مساحة منطقة "مثلث الموت" في الوجه، إلا أنها تشكل خطاً مباشراً يربط الوجه بالدماغ عبر ما يُعرف بالجيب الكهفي وهو شبكة من الأوردة الكبيرة الموجودة خلف محاجر العينين والتي تساعد على تصريف الدم من الدماغ.
لذلك، فإن أي عدوى في هذه المنطقة -سواء ناتجة عن عصر بثرة أو ثقب في الأنف- يمكن أن تنتقل مباشرةً إلى الدماغ، بل وقد تنتشر في جميع أنحاء الجسم، ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة الخطورة، لذا يُنصح بالانتباه والحرص الشديد عند التعامل مع أي التهاب أو جرح في هذه المنطقة.