ظل تصميم السماعة الطبية دون تغيير لمدة 200 عام، لتحدث نقلة تكنولوجية أدت إلى تطوير السماعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنها إجراء فحص لمدة 15 ثانية، لتحديد ما إذا كان المريض سيعاني من قصور في القلب، أو الرجفان الأذيني، أو مرض صمام القلب، وهم أكثر 3 حالات قلبية شائعة، وتقديم نتيجة الاختبار بسرعة كبيرة.
تعمل السماعة الطبية الذكية على التقاط الأصوات التي لا يمكن للأذن البشرية سماعها أو إدراكها، من خلال وضعها على صدر المريض، لتسجيل رسم القلب الكهربائي للإشارات الكهربائية من قلبه، بينما يُسجل الميكروفون صوت تدفق الدم عبر القلب، ويتم إرسال هذه المعلومات إلى جهاز كمبيوتر، لتحليلها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لاكتشاف مشاكل القلب الدقيقة، ومعرفة إذا كان المريض تم تصنيفه على أنه معرض لخطر الإصابة بقصور القلب أم لا، وإرسال النتيجة إلى الهاتف الذكي، بحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
سماعة ذكية تحدد ما إذا كان المريض سيعاني من قصور في القلب
تُستخدم السماعة الطبية في الاستماع إلى الأصوات الداخلية بالجسم، منذ اختراعها عام 1816، لكن نسخة الذكاء الاصطناعي ستتخطى هذه المهمة التقليدية، ليُصبح بإمكانها تحليل الاختلافات الطفيفة في ضربات القلب، وتدفق الدم، وتسجيل الإشارات الكهربائية في القلب.
أجريت تجربة على 205 عيادة لأطباء، في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، و1.5 مليون مريض، لتُظهر النتائج أن الأشخاص الذين تم فحصهم بالسماعة الطبية الذكية، أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب، نحو بمرتين في الأشهر الـ 12 التالية، مقارنة بالمرضى الذين لم يتم فحصهم باستخدام التكنولوجيا، بالإضافة إلى أنهم أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني بنحو 3.5 مرات، وأكثر عرضة مرتين لتلقي تشخيص مرض صمام القلب.
كما قدم الباحث الدكتور باتريك باشتغر، من المعهد الوطني للقلب والرئة، التابع لإمبريال كوليدج لندن، ومؤسسة إمبريال كوليدج للرعاية الصحية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، هذه النتائج في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد.
بالرغم من الميزات التي توفرها السماعة الطبية، إلا أن 70% من عيادات الأطباء العموميين، التي تم تزويدها بسماعات طبية ذكية في الدراسة، توقفت عن استخدامها، أو استخدمتها بشكل غير متكرر، كما أن ثلثي الأشخاص الذين تم إخبارهم، بإحتمالية إصابتهم بقصور في القلب، لم يكونوا مصابين به في الواقع.
السماعة الذكية تتخطى التقليدية
والجدير بالذكر أن السماعة الطبية الذكية تستخدم فقط للمرضى الذين يعانون من أعراض تُشير إلى مشاكل قلبية مشتبه بها، ولا تُستخدم للفحوصات الروتينية للأشخاص الأصحاء.