تتجاوز الموسيقى دورها التقليدي في تحسين المزاج أو توفير المتعة إذ تشير أبحاث حديثة إلى أن لها تأثيرًا مباشرًا على صحة الدماغ خاصة لدى كبار السن، فمع تزايد أعداد المصابين بالخرف حول العالم يبحث العلماء عن طرق بسيطة وفعّالة تحدّ من التدهور المعرفي وتأتي الموسيقى كإحدى أكثر الوسائل الواعدة.
الموسيقى تُعدّ تمرينًا ذهنيًا شاملًا؛ فهي تُنشط مراكز الذاكرة والتركيز والحركة والعاطفة في الوقت نفسه؛ ما يساهم في تعزيز الروابط العصبية والحفاظ على مرونتها.
الاستماع للموسيقى تحمي من التدهور المعرفي
كشفت دراسة نُشرت في مجلة "Bone & Joint Research" أن الاستماع المنتظم للموسيقى قد يقلل من احتمالات الإصابة بالخرف، ووجد الباحثون أن كبار السن الذين يستمعون للموسيقى معظم أيام الأسبوع يتمتعون بقدرات إدراكية أفضل ويظهر لديهم تباطؤ واضح في تراجع الذاكرة مقارنة بمن لا يمارسون هذه العادة، وأكدت الدراسة أن التفاعل مع الموسيقى يساعد في تنشيط الدماغ بطريقة تحافظ على وظائفه مع التقدم في العمر.
الألحان والإيقاعات تحفّز أجزاء الدماغ المسؤولة عن تكوين الذكريات واسترجاعها.
التوتر من أبرز العوامل التي تُسرّع التدهور الذهني، بينما تساعد الموسيقى الهادئة على تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم.
تحفّز الموسيقى إفراز هرمونات السعادة، ما يعزز النشاط الذهني ويحمي الدماغ من تأثيرات التوتر والاكتئاب.
الموسيقى تنشط الذاكرة
الخبر الجيد أن الاستفادة من الموسيقى لا يحتاج مهارة موسيقية أو أدوات خاصة، بل يكفي:
-الاستماع بين 20–30 دقيقة يوميًا
-الانضمام إلى مجموعة غناء
-تشغيل الموسيقى أثناء المشي أو الأعمال المنزلية
-استخدام موسيقى هادئة قبل النوم
تؤكد هذه النتائج أن عادة بسيطة مثل الاستماع للموسيقى قد تكون وسيلة فعّالة للحفاظ على صحة الدماغ وتأخير ظهور الخرف، ومع سهولة تطبيقها يمكن للموسيقى أن تصبح جزءًا أساسيًا من روتين يومي يهدف لتحسين الذاكرة ورفع جودة الحياة.