بين فقرات العمود الفقري يوجد ما يُسمى بـ"الأقراص" التي تعمل كوسائد وتتكون من طبقة خارجية مكونة من غضروف متين يحيط بالغضروف الأكثر ليونة في المركز، ومع التقدم في العمر أو بسبب مشكلات في الظهر تظهر علامات تآكل وتمزق للأقراص ثم تجف ويتيبس الغضروف، ما يؤدي إلى انتفاخ الطبقة الخارجية للقرص بشكل متساوِ حول محيطها.
وبناءً على ذلك حاول الباحثون التوصل إلى علاج لإصلاح الأقراص الفقرية التالفة، وبالفعل حقق نتائج واعدة في المختبر بعد تجربته على الفئران؛ لذا دعنا نكشف لك كل التفاصيل.
ابتكار علاج لإصلاح الأقراص التالفة
أنشأ فريق الباحثين بجامعة "أوهايو" الأمريكية ناقلات نانوية من خلايا النسيج الضام من الفئران، وتحميلها بمادة وراثية لبروتين أساسي لتطور الأنسجة، ثم حقن الفريق المحلول الذي يحتوي على الناقلات في الأقراص التالفة للفئران عندما حدثت إصابة الظهر.
وتابع الباحثون الفئران لمدة 12 أسبوعاً، ولاحظوا أن الفئران التي تلقت العلاج الجيني تحسنت مقارنة بالفئران المصابة التي تم حقنها بمحلول ملحي عادي، كما اكتشفوا أن الأنسجة بالأقراص تنتج المزيد من البروتينات التي تقويها وتساعد في الاحتفاظ بالماء.
وساعد هذا العلاج على استعادة وظائف الأقراص في عملها كوسائد مرة أخرى، ما حسن من حركة العمود الفقري وزيادة القدرة على المرونة ورفع الأحمال، وذلك بحسب مجلة Biomaterials.
العلاج الجيني بديل لمسكنات الألم
أوضحت ديفينا بورميسور والتر، الأستاذة المساعدة في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة ولاية أوهايو، أن العلاج الجديد قادر على تجديد الأنسجة ومنع الألم ويمكن أن يوفر بديلاً ل مسكنات الألم التي تخفف من آلام الظهر.
كما سلطت ناتاليا هيجيتا كاسترو، الأستاذة المشاركة في الهندسة الطبية الحيوية و الجراحة العصبية، الضوء على أن هذا العلاج يمكن استخدامه في الوقت الذي يتم فيه إجراء عملية جراحية لتعزيز شفاء القرص، حيث تشير أبحاث سابقة إلى أن 40% من حالات آلام أسفل الظهر ناتجة عن تلف الأقراص الفقرية الممتصة للصدمات والتي توفر المرونة للعمود الفقري.
والجدير بالذكر، أن التجارب أجريت على فئران ذات سن صغير ولديها إصابات حادة في العمود الفقري، والخطوة التالية للباحثين اختبار العلاج على الفئران الأكبر سناً التي لديها تدهور في الأقراص الشوكية مع التقدم في العمر.