لتجنب المخاطر.. كيف تختار مسكن الألم الأقل ضررا على كبدك؟

رغم أن مرضى الكبد في حاجةٍ ملحةً لتسكين الألم بين الحين والآخر، إلا أن اختيار المسكن المناسب يعد تحدياً صحياً حاسماً؛ فبينما تشكل بعض المسكنات تهديداً مباشراً لوظائف الكبد، تبرز أنواع أخرى كخيارات أقل خطراً، مع التأكيد على أن الاستخدام الآمن يظل مرهوناً بالإشراف الطبي الدقيق.

وفي هذا التقرير تقدم "بوابة صحة" دليلاً متخصصاً لأبرز مسكنات الألم الشائعة وتأثيرها على الكبد، وتستعرض البدائل الأكثر أماناً والتي يمكن وصفها بأنها "الأقل ضرراً" ضمن ضوابط استخدام محددة.

مسكنات الألم الأقل ضرراً على الكبد

إدارة الدواء الأمريكية تدرس تعليق علاجات جينية بعد وفيات مرتبطة بتلف الكبدمسكنات الألم الأقل ضرراً على الكبد

الباراستيامول

يُعد الأسيتامينوفين، أو كما يُعرف باسم الباراسيتامول، من مُسكنات الألم الشائعة التي تُستخدم في علاج الحمى والآلام الخفيفة إلى المتوسطة، حيث يعمل عن طريق تثبيط إنزيمات معينة في الجهاز العصبي المركزي المسؤولة عن الشعور بالألم، إلا أن تناوله بجرعات عالية أو لفترات طويلة قد يزيد من خطر تلف الكبد؛ بسبب احتوائه على مُستقلب سام يُعرف باسم N-acetyl-p-benzoquinone imine (NAPQI)، والذي يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي وتلف خلايا الكبد، لذا، يُنصح المرضى، وخاصةً من يعانون من مشاكل كبدية، باستشارة الطبيب قبل تناوله، وفقًا لموقع Carygastro.

تكمن خطورة الباراسيتامول في الجرعة الزائدة، حيث إن غالبية حالات تلف الكبد المرتبطة بالباراسيتامول تحدث بسبب تناول جرعات زائدة منه، سواء عن طريق الخطأ أو عن قصد، لذلك من الضروري الالتزام الصارم بالجرعة الموصى بها وعدم تجاوزها.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الموضعية

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الفموية قد تُسبب آثاراً جانبية على الكبد، لذا يُنصح باستخدام الأنواع الموضعية (المراهم والكريمات) التي تُطبق مباشرةً على الجلد، لتوفيرها تسكيناً موضعياً للألم دون امتصاص جهازي كبير.

تأثير الأسبرين على الكبد

الخطر الأساسي للأسبرين على مرضى الكبد ليس الكبد نفسه، بل هو تأثيره على تخثر الدم؛ الأسبرين هو مميع للدم، وهذا يعني أنه يقلل من قدرة الدم على التجلط.

مرضى الكبد، خاصةً في المراحل المتقدمة مثل تليف الكبد، غالباً ما يعانون بالفعل من مشاكل في تخثر الدم؛ فالكبد السليم ينتج عوامل التجلط اللازمة لوقف النزيف، ولكن في حالة التلف الشديد، تقل هذه القدرة.

لذلك، تناول الأسبرين يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر النزيف الداخلي، خاصة في المعدة أو الأمعاء، وهو ما قد يكون مهدداً للحياة.

مسكنات ألم أخرى يجب الحذر منها

استخدام المسكنات للوقاية من الخرفمسكنات ألم أخرى يجب الحذر منها

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الفموية

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الفموية مثل الأيبوبروفين، والنابروكسين، والأسبرين، تُستقلب في الكبد، ولكن الخطر الأكبر منها على مرضى الكبد ليس فقط على الكبد نفسه، بل على الكلى وزيادة خطر النزيف، حيث يتعرض مرضى تليف الكبد بشكل خاص لخطر الإصابة بالفشل الكلوي والنزيف الداخلي عند تناول هذه الأدوية.

لا يمكن اعتبار الأسبرين مسكناً آمناً لجميع مرضى الكبد؛ فبينما قد يكون أفضل من بعض المسكنات الأخرى في تجنب تلف الكبد المباشر، فإن مخاطره المتعلقة بالنزيف تجعله خياراً يجب تجنبه في معظم الحالات، خاصةً لدى من يعانون من مشاكل في تخثر الدم.

المسكنات الأفيونية

المسكنات الأفيونية مثل المورفين والفنتانيل تُستقلب أيضاً في الكبد، لكن مرضى الكبد قد يجدون صعوبة في التخلص منها من الجسم، ما يزيد من خطر تراكمها وسميتها، لذلك، يجب استخدامها بحذر شديد وبجرعات مخفضة وتحت إشراف طبي دقيق.