رغم أن ضعف الانتصاب (ED) قد يبدو للبعض مجرد مشكلة مؤقتة أو نتيجة طبيعية للتقدم في العمر إلا أن دراسة حديثة كشفت أنه قد يكون جرس إنذار مبكر لأمراض أكثر خطورة تهدد الحياة.
في بحث نُشر مؤخراً بمجلة "The Journal of Sexual Medicine" تبيّن أن الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية بنسبة كبيرة مقارنة بغيرهم.
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات لعدد من الرجال الذين أبلغوا عن مشاكل في الانتصاب وخلصت إلى أن هؤلاء كانوا أكثر عرضة بنسبة 59% للإصابة بمرض الشريان التاجي وبنسبة 34% للإصابة بسكتة دماغية.
الذي يعاني من ضعف الانتصاب أكثر عرضة لأمراض القلب والسكتة الدماغية
ورغم أن الباحثين لم يجروا تجربة سريرية جديدة فإن مراجعتهم للأبحاث والدراسات السابقة كشفت عن رابط واضح بين ضعف الانتصاب والمخاطر القلبية.
قال طبيب القلب الدكتور رون بلانكستين؛ من مستشفى مستشفى بريجهام والنساء في ماساتشوستس في تصريحات لشبكة CNN: "يمكن أن يتطور ضعف الانتصاب في الواقع قبل سنوات من ظهور علامات أو أعراض أخرى للأحداث القلبية الوعائية لدى الرجال، في كثير من الحالات قد يكون أول إشارة تحذيرية على وجود مرض قلبي وعائي كامن".
ووصف "بلانكستين" ضعف الانتصاب بـ"العصفور في منجم الفحم" في إشارة إلى رمزية التحذير المبكر، مؤكداً أن انسداد أو ضعف تمدد الأوعية الدموية الصغيرة في القضيب لا يحدث بمعزل عن مشاكل مماثلة قد تكون في الشرايين القلبية.
لم تعد النظرة إلى ضعف الانتصاب مقتصرة على كونه عرَضاً محرجاً أو مرتبطاً بالعمر فقط بل بات يُنظر إليه كعلامة على وجود مشاكل جهازية أوسع، فصعوبة الانتصاب يمكن أن تكون أول مظاهر تدهور صحة الأوعية الدموية خاصة وأن شرايين القضيب أصغر حجمًا وأكثر تأثرًا من الشرايين التاجية.
قد يكون ضعف الانتصاب علامة على تدهور صحة الأوعية الدموية
وأضاف مؤلفو الدراسة المنشورة في "The Journal of Sexual Medicine" أن استمرار ضعف الانتصاب لفترة طويلة قد يرتبط بمعدلات وفاة مبكرة ما يفرض ضرورة التعامل مع الحالة بجدية طبية وليس فقط عبر العلاجات الموضعية أو المؤقتة.
تشير هذه النتائج إلى أن الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب يجب أن يخضعوا لفحص شامل لصحة القلب والأوعية الدموية، كما ينبغي تشجيعهم على اعتماد نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والامتناع عن التدخين وممارسة النشاط البدني بانتظام.