أظهرت دراسة حديثة نُشرت في Annals of Internal Medicine أن التعرّض المبكر لـ لقاحات التي تحتوي على الألمنيوم لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات مناعية ذاتية أو حساسية أو اضطرابات في النمو العصبي لدى الأطفال الصغار.
تأتي هذه النتائج لتدحض المخاوف المتكررة لدى بعض الأهالي بشأن سلامة المكونات المستخدمة في اللقاحات، خاصة الألمنيوم، الذي يُستخدم كمساعد لتعزيز الاستجابة المناعية.
أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة الدكتور نيكلاس وورم أندرسون من Statens Serum Institut في كوبنهاغن - الدنمارك، اعتمد الباحثون على بيانات صحية شاملة لأكثر من 1.2 مليون طفل وُلدوا في الدنمارك بين عامي 1997 و2018 وكانوا على قيد الحياة ويقيمون في البلاد عند بلوغهم عمر السنتين.
هدفت الدراسة إلى تحليل العلاقة بين كمية الألمنيوم المتراكمة من اللقاحات في أول عامين من حياة الطفل، واحتمالية تطور أمراض مزمنة في ثلاث فئات رئيسية:
تحليل شامل لبيانات أكثر من مليون طفل
الاضطرابات المناعية الذاتية
الاضطرابات الأرجية أو التحسسية
الاضطرابات العصبية النمائية
تشير النتائج إلى عدم وجود علاقة بين التعرض التراكمي للألمنيوم عبر اللقاحات وبين زيادة خطر الإصابة بأي من الاضطرابات المزمنة الـ50 التي تم تقييمها.
وجاءت نسب المخاطر المُعدّلة كالتالي:
0.98 لكل 1 ملغ من الألمنيوم فيما يخص الاضطرابات المناعية الذاتية (بفاصل ثقة 95% بين 0.94 و1.02)
0.99 للاضطرابات التحسسية أو الأرجية (95% CI: 0.98 – 1.01)
0.93 للاضطرابات العصبية النمائية (95% CI: 0.90 – 0.97)
وأشارت الدراسة إلى أن حدود الثقة العليا ضمن هذه النسب لا تتوافق مع احتمال حدوث زيادات متوسطة أو كبيرة في المخاطر الصحية المرتبطة بهذه اللقاحات ما يعزز من قوة النتائج.
كتب الباحثون: "النتائج لا تدعم وجود زيادات معتدلة إلى كبيرة في خطر الإصابة باضطرابات مناعية أو تحسسية أو نمائية عصبية نتيجة التعرّض المبكر للقاحات التي تحتوي على الألمنيوم"، ومع ذلك أشاروا إلى أن احتمالية حدوث زيادات طفيفة في بعض الحالات النادرة لا يمكن استبعادها إحصائياً بالكامل.
رسالة علمية واضحة للأهالي ومقدّمي الرعاية
تؤكد هذه الدراسة أهمية الحفاظ على جداول التطعيم الموصى بها للأطفال وتقدم دليلاً علمياً إضافياً على سلامة المكونات المستخدمة في اللقاحات، ما يساعد على بناء الثقة في برامج التحصين الوطنية والعالمية.
ورغم أن البيانات الإحصائية تعكس اتجاهات عامة ولا تنطبق على كل فرد إلا أن حجم العينة الكبير وامتداد الدراسة على مدى عقدين يعززان من مصداقية النتائج ويوفران معلومات موثوقة لصنّاع القرار الصحي ولأولياء الأمور القلقين بشأن سلامة التطعيمات.